المزمور الحادي والخمسون (الخمسون) حسب الأجبية
هو أشهر مزامير التوبة. وهو ملازم في الكنيسة القبطية لصلاة الشكر فيعطي حياة روحية متوازنة. ففي صلاة الشكر نسبح ونشكر الله على عطاياه ثم نصلي هذا المزمور فنذكر كل خطايانا ونطلب الرحمة. وبذلك لا نندفع في اتجاه دون الآخر.
وقد رتل داود هذا المزمور بعد إن اكتشف على يد ناثان النبي بشاعة خطيته مع بثشبع. وحقاً فالله رحيم لكنه يرحم من هو مستعد لقبول الرحمة بأعماله وتوبته مثلماً فعل داود. إن داود حين اقتنع بأنه أخطأ لم يقدم تبريرات لما صدر منه ولكنه انسحق وتاب. ومن يندم على خطيته ندامة حقيقية لا يخجل من أن يعترف بها. وصلاة هذا المزمور تشبه صلاة العشار الخاطئ التي علمها لنا السيد المسيح "اللهم ارحمني أنا الخاطئ" (لو13:18) هذا المزمور نصليه في بداية كل صلاة بالأجبية.
1. مع صلاة الشكر نصلي هذا المزمور دائماً فيعطي توازناً في المشاعر الروحية. ولا يمكن لمن يصلي أن يبدأ صلاته دون أن يشكر الله على عطاياه ويعترف بحاجته للمراحم الإلهية.
2. بهذا المزمور تقدم لنا الكنيسة منهجاً صادقاً للتوبة.
3. حينما نصلي به مراراً نتحذر لئلا نتهاون مع الخطية. فداود لم يسقط في خطيته وهو يحارب بل وهو متهاون، جالساً فوق سطح قصره متأملاً في العالم ناسياً مزاميره. بينما حين كان هارباً من شاول، أو بينما هو يحارب مدافعاً ضد أعداء وطنه لم نسمع عن أي خطية في حياته.
ونرى في هذا المزمور توبة وانسحاق ثم تسبيح وتمتع بأورشليم العليا حيث يشتم الله حياتنا محرقات مبهجة تكون موضع سروره، هنا يشعر الخاطئ بأن الله قبل توبته ويتعزى. فالله لا يترك الخاطئ حتى ييأس، فاليأس يعني موت أكيد.
الآيات (1،2): "ارحمني يا الله حسب رحمتك. حسب كثرة رأفتك امح معاصيّ. أغسلني كثيراً من إثمي ومن خطيتي طهرني.
ارحمني= لا توجد كلمة نرددها بكثرة في صلواتنا في الكنيسة قدر هذه الكلمة فطلب مراحم الله هو المدخل الوحيد الذي ندخل به في صلواتنا أمام الله. وتعني هذه الكلمة أنني خاطئ ومعترف بخطيتي وليس لي يا رب سوى باب واحد أدخل به إليك وهو مراحمك. وهو قبل أن يذكر خطاياه يطلب المراحم "كرحمتك يا رب وليس كخطايانا" ويذكر الله بعظيم رحمته. التي تقبل أن تغفر كل الخطايا لكل الناس في كل العصور. ويطلب أن يمحو الله إثمه مثل كثرة رأفته وتحننه وعطفه وطيبة قلبه. فإن لم يمح الرب إثم إنسان سيمحي اسمه من سفر الحياة. ولنلاحظ أن هناك عقوبتان فالله سامح داود على خطيته وبذلك لن تكون هناك عقوبة أبدية وهلاك. ولكن هناك عقوبة أرضية "لا يفارق السيف بيتك"
إغسلني= فالخطية قذارة تحتاج إلى غسيل (رؤ14:7) وتطهير. وحتى ابسط خطية نرتكبها باللسان تنجس الإنسان (مت11:15). ونلاحظ أن البار يشعر بثقل خطيته أما الشيطان فيقلل من قدر الخطية. وكانت هناك غسلات وتطهيرات في العهد القديم مبنية على دم الذبائح لكل خطية وكل نجاسة.أما في العهد الجديد فنحن نتطهر بدم المسيح عن طريق غسل المعمودية والتوبة والاعتراف ونلاحظ أنه حين طلب الرحمة لم يشير لأعماله العظمية لأجل الله سابقاً بل إلى رحمة الله العظيمة.
آية (3): "لأني عارف بمعاصيّ وخطيتي أمامي دائما. "
اعتراف بالخطية والضعف، والله يطلب هذا الاعتراف. خطيتي أمامي دائماً= من يتذكر خطاياه دائماً يخجل وبخجله يندم وبندمه يحترس من السقوط ثانية وباحتراسه يأخذ مغفرة. يقول القديس الأنبا أنطونيوس" إن ذكرنا خطايانا ينساها لنا الله، وإن نسينا خطايانا يذكرها لنا الله. وحينما نقول في القداس "ومن تذكار الشر الملبس الموت" أي لا نذكر شهوات الخطايا السابقة فنشتاق إليها ثانية كما اشتهى الشعب الكرات والبصل في سيناء بل نذكر أننا أحزننا قلب الله وننسحق.
آية (4): "إليك وحدك أخطأت والشر قدام عينيك صنعت لكي تتبرر في أقوالك وتزكو في قضائك."
كل خطية هي موجهة ضد الله. فجسدنا هو ملك للرب وهكذا جسد من أخطأنا إليه. بل كل منا على صورة الله فكيف نهين صورة الله. والله وهبنا الكثير فنذكر هنا أننا أخطأنا ضد من أحبنا ووهبنا الكثير. وتغلب إذا حوكمت= لقد وهبنا الله كل وسائط النعمة التي بها نغلب ومع هذا سقطنا وخالفنا شريعة الله. وأخطأنا إليه، ربما لم يعرف أحد خطيتنا ولكن الله رأي فهو فاحص القلوب والكلي. وحين رأي الله حِزن وهذا ما أحزن داود. وقوله متى حوكمت أي متى ناقشتك من جهة أحكامك (أر1:12)، وكيف أتبرر وأنت فاحص القلوب ولقد ضبطتني ورأيت خطيتي.
آية (5): "هأنذا بالإثم صوّرت وبالخطية حبلت بي أمي."
الخطية لها جذورها في طبيعتي البشرية، فأنا ذو طبيعة فاسدة (الخطية الأصلية) هذا تقرير للحالة وليس تبرير للخطية. ولهذا نحتاج كلنا لغسل المعمودية.
آية (6): "ها قد سررت بالحق في الباطن ففي السريرة تعرفني حكمة."
فأنا لم أخطئ عن جهل، لأنك كشفت لي كل شئ في شريعتك وفي الضمير الذي وهبتني إياه، لم يعد شيئاً مخفياً أمامي عما تريده فماذا أقول الآن؟! وحينما تناسيت وصاياك وسقطت جاء ناثان وذكرني، فأنت لا تتركني أبداً.
آية (7): "طهرني بالزوفا فأطهر. إغسلني فأبيض أكثر من الثلج."
الزوفا نبات كانت يغمسونه في دم الذبيحة ويرشون بها للتطهير فبدون سفك دم لا تحدث مغفرة (عب22:9).. ولا غفران سوى بدم المسيح (1يو7:1) وهذا الدم يبيض (رؤ17:7). أي يمحو الخطية تماماً. والزوفا نبات صغير وضعيف جداً فهو يشير للمسيح في اتضاعه. ونحن نغتسل بالمعمودية للخلاص. وحين صارت ثياب المسيح كالثلج في التجلي كان هذا إعلاناً عن الكنيسة المتطهرة بدمه (اف27:5).
آية (: "أسمعني سروراً وفرحاً. فتبتهج عظام سحقتها."
لأن توبة داود واعترافه كانا صادقين، وخلال إنسحاقه ارتجفت عظامه، دخلت به نعمة الله إلى السرور والبهجة، فبقدر الإنسحاق يكون السرور، هنا شعر داود بأن الله غفر ونقله من الظلمة إلى النور، فالخطية تبلي العظام والتوبة تقيم الإنسان الجديد.فتبتهج عظام سحقتها= أما الترجمة "فتبتهج عظامي المتواضعة فترجمة غير دقيقة. وفي العظام المنسحقة نرى توبة وحزن على الخطية وانسحاق. وقد لا يعطي الله هذا الشعور بسرعة لأن ما نناله سريعاً نفقده سريعاً. وذلك لأننا لم نتعب فيه. ولذلك فقد يترك الله الخاطئ التائب في أحزانه فترة. وقوله عظامي المنسحقة، لا يقصد عظام الجسد بل إنسحاق النفس.
آية (9): "استر وجهك عن خطاياي وأمح كل آثامي."
هنا يذكر الوسيلة التي تبتهج بها عظامه (وتستمر الوسيلة حتى الآية11) وحتى لا يصرف الله وجهه عن الإنسان فليصلي الإنسان أن يصرف الله وجهه عن خطاياه. كل خطاياه، فلو بقيت خطية لما صرت مقبولاً. والتوبة هي الطريق الوحيد الذي به ينسى الله خطايانا.
آية (10): "قلباً نقياً اخلق فىّ يا الله وروحاً مستقيماً جدد في داخلي."
قلباً نقياً= هي طلبة لكي يطهره الله من كل فكر نجس. ونحن بدون معونة من الله لن نقدر أن نحيا في نقاوة. وبدون نقاوة ستظل خطايانا أمام الله. وقوله اخلق هذا يعني أنه يطلب قلب جديد لا علاقة له بالماضي ويطلب روح مستقيم= أي إصلاح كل الداخل وليس مجرد التصرفات الخارجية، هو يطلب عمل روح الله فيه.
آية (11): "لا تطرحني من قدام وجهك وروحك القدوس لا تنزعه مني."
هو يعترف أنه بخطيته قاوم روح الله الذي يدعو للتوبة ولكنه يصلي حتى لا ينزع الله الروح القدس منه، فنزع الروح معناه قطع الصلة مع الله (ربما يذكر ما حدث لشاول الملك).
آية (12): "رد لي بهجة خلاصك وبروح منتدبة أعضدني."
الخطية أفقدت المرتل التمتع بوجه الله واهب البهجة بالخلاص. ويصلي ليعيدها الله له.روح رئاسي=أي الروح القدس الذي يملك على النفس والجسد بكل طاقاتهما ويسود ويرأس الإنسان ويقوده فلا ينحرف ثانية.
آية (13): "فأُعلّم الأثمة طرقك والخطاة إليك يرجعون."
هنا يربط المرتل بين عودته بالتوبة والشهادة للمخلص (لو32:22). والشهادة هنا هي رجوعه لله وامتناعه عن الخطية وتسبيحه لله دائماً على قبوله ثانية.
آية (14): "نجني من الدماء يا الله إله خلاصي. فيسبح لساني برك."
الدماء= تشير لكل نفس كنا سبباً في عثرتها وسقوطها. وربما بالنسبة لداود فهو يذكر خطيته تجاه أوريا. وداود يعد الله أنه حينما يخلص من هذه الخطية لن يكف عن تسبيحه. والله خلصنا بعدله الذي ظهر في موت المسيح على الصليب. لذلك يقول فيبتهج لساني بعدلك. أي صليبك الذي نجاني من خطاياي. عدل الله رحيم.
آية (15): "يا رب افتح شفتي فيخبر فمي بتسبيحك."
حينما يفتح الله فمنا سيخرج منه كلام طيب، كلام تسبيح. أما لو كان المتكلم الذات سيخرج كلام كبرياء لا يخلو من معصية (أم19:10). ولنلاحظ أن الإنسان المستعبد لخطية لا يستطيع أن يسبح (مز1:137،4). والشعب سبح تسبحة موسى بعد أن حرره موسى وخرجوا من عبودية فرعون. وهكذا نسبح في السماء (رؤ3:14).
الآيات (17،16): "لأنك لا تسر بذبيحة وإلا فكنت أقدمها. بمحرقة لا ترضى. ذبائح الله هي روح منكسرة. القلب المنكسر والمنسحق يا الله لا تحتقره."
الله لا يسر بالمحرقات إن لم يشترك فيها القلب (أش11:1،12)، والله لا يسر بمظاهر العبادة الخارجية والقلب مبتعد بعيداً، فالله يقول إعطني قلبك (راجع اش13:29). الله يطلب القلب المنسحق والمتواضع والتائب عن خطيته (اش15:57).
الآيات (19،18): "أحسن برضاك إلى صهيون. ابن أسوار أورشليم. حينئذ تسر بذبائح البر محرقة وتقدمة تامة. حينئذ يصعدون على مذبحك عجولاً."
لقد بدأ داود مزموره بالاعتراف بخطاياه وينهيه بالتمتع بحياة شركة كنسية قوية فبنزع خطايانا نعود للشركة مع الكنيسة مقدماً ذبائح عجول شفاه أي تسابيح (هو2:14) وصهيون وأورشليم رمز للكنيسة أو النفس. وما هي أسوار أورشليم= هي العودة لحماية الله والدخول في حمايته فيكون سوراً لنا (زك5:2).
منقوووووووووووووووووووول
هو أشهر مزامير التوبة. وهو ملازم في الكنيسة القبطية لصلاة الشكر فيعطي حياة روحية متوازنة. ففي صلاة الشكر نسبح ونشكر الله على عطاياه ثم نصلي هذا المزمور فنذكر كل خطايانا ونطلب الرحمة. وبذلك لا نندفع في اتجاه دون الآخر.
وقد رتل داود هذا المزمور بعد إن اكتشف على يد ناثان النبي بشاعة خطيته مع بثشبع. وحقاً فالله رحيم لكنه يرحم من هو مستعد لقبول الرحمة بأعماله وتوبته مثلماً فعل داود. إن داود حين اقتنع بأنه أخطأ لم يقدم تبريرات لما صدر منه ولكنه انسحق وتاب. ومن يندم على خطيته ندامة حقيقية لا يخجل من أن يعترف بها. وصلاة هذا المزمور تشبه صلاة العشار الخاطئ التي علمها لنا السيد المسيح "اللهم ارحمني أنا الخاطئ" (لو13:18) هذا المزمور نصليه في بداية كل صلاة بالأجبية.
1. مع صلاة الشكر نصلي هذا المزمور دائماً فيعطي توازناً في المشاعر الروحية. ولا يمكن لمن يصلي أن يبدأ صلاته دون أن يشكر الله على عطاياه ويعترف بحاجته للمراحم الإلهية.
2. بهذا المزمور تقدم لنا الكنيسة منهجاً صادقاً للتوبة.
3. حينما نصلي به مراراً نتحذر لئلا نتهاون مع الخطية. فداود لم يسقط في خطيته وهو يحارب بل وهو متهاون، جالساً فوق سطح قصره متأملاً في العالم ناسياً مزاميره. بينما حين كان هارباً من شاول، أو بينما هو يحارب مدافعاً ضد أعداء وطنه لم نسمع عن أي خطية في حياته.
ونرى في هذا المزمور توبة وانسحاق ثم تسبيح وتمتع بأورشليم العليا حيث يشتم الله حياتنا محرقات مبهجة تكون موضع سروره، هنا يشعر الخاطئ بأن الله قبل توبته ويتعزى. فالله لا يترك الخاطئ حتى ييأس، فاليأس يعني موت أكيد.
الآيات (1،2): "ارحمني يا الله حسب رحمتك. حسب كثرة رأفتك امح معاصيّ. أغسلني كثيراً من إثمي ومن خطيتي طهرني.
ارحمني= لا توجد كلمة نرددها بكثرة في صلواتنا في الكنيسة قدر هذه الكلمة فطلب مراحم الله هو المدخل الوحيد الذي ندخل به في صلواتنا أمام الله. وتعني هذه الكلمة أنني خاطئ ومعترف بخطيتي وليس لي يا رب سوى باب واحد أدخل به إليك وهو مراحمك. وهو قبل أن يذكر خطاياه يطلب المراحم "كرحمتك يا رب وليس كخطايانا" ويذكر الله بعظيم رحمته. التي تقبل أن تغفر كل الخطايا لكل الناس في كل العصور. ويطلب أن يمحو الله إثمه مثل كثرة رأفته وتحننه وعطفه وطيبة قلبه. فإن لم يمح الرب إثم إنسان سيمحي اسمه من سفر الحياة. ولنلاحظ أن هناك عقوبتان فالله سامح داود على خطيته وبذلك لن تكون هناك عقوبة أبدية وهلاك. ولكن هناك عقوبة أرضية "لا يفارق السيف بيتك"
إغسلني= فالخطية قذارة تحتاج إلى غسيل (رؤ14:7) وتطهير. وحتى ابسط خطية نرتكبها باللسان تنجس الإنسان (مت11:15). ونلاحظ أن البار يشعر بثقل خطيته أما الشيطان فيقلل من قدر الخطية. وكانت هناك غسلات وتطهيرات في العهد القديم مبنية على دم الذبائح لكل خطية وكل نجاسة.أما في العهد الجديد فنحن نتطهر بدم المسيح عن طريق غسل المعمودية والتوبة والاعتراف ونلاحظ أنه حين طلب الرحمة لم يشير لأعماله العظمية لأجل الله سابقاً بل إلى رحمة الله العظيمة.
آية (3): "لأني عارف بمعاصيّ وخطيتي أمامي دائما. "
اعتراف بالخطية والضعف، والله يطلب هذا الاعتراف. خطيتي أمامي دائماً= من يتذكر خطاياه دائماً يخجل وبخجله يندم وبندمه يحترس من السقوط ثانية وباحتراسه يأخذ مغفرة. يقول القديس الأنبا أنطونيوس" إن ذكرنا خطايانا ينساها لنا الله، وإن نسينا خطايانا يذكرها لنا الله. وحينما نقول في القداس "ومن تذكار الشر الملبس الموت" أي لا نذكر شهوات الخطايا السابقة فنشتاق إليها ثانية كما اشتهى الشعب الكرات والبصل في سيناء بل نذكر أننا أحزننا قلب الله وننسحق.
آية (4): "إليك وحدك أخطأت والشر قدام عينيك صنعت لكي تتبرر في أقوالك وتزكو في قضائك."
كل خطية هي موجهة ضد الله. فجسدنا هو ملك للرب وهكذا جسد من أخطأنا إليه. بل كل منا على صورة الله فكيف نهين صورة الله. والله وهبنا الكثير فنذكر هنا أننا أخطأنا ضد من أحبنا ووهبنا الكثير. وتغلب إذا حوكمت= لقد وهبنا الله كل وسائط النعمة التي بها نغلب ومع هذا سقطنا وخالفنا شريعة الله. وأخطأنا إليه، ربما لم يعرف أحد خطيتنا ولكن الله رأي فهو فاحص القلوب والكلي. وحين رأي الله حِزن وهذا ما أحزن داود. وقوله متى حوكمت أي متى ناقشتك من جهة أحكامك (أر1:12)، وكيف أتبرر وأنت فاحص القلوب ولقد ضبطتني ورأيت خطيتي.
آية (5): "هأنذا بالإثم صوّرت وبالخطية حبلت بي أمي."
الخطية لها جذورها في طبيعتي البشرية، فأنا ذو طبيعة فاسدة (الخطية الأصلية) هذا تقرير للحالة وليس تبرير للخطية. ولهذا نحتاج كلنا لغسل المعمودية.
آية (6): "ها قد سررت بالحق في الباطن ففي السريرة تعرفني حكمة."
فأنا لم أخطئ عن جهل، لأنك كشفت لي كل شئ في شريعتك وفي الضمير الذي وهبتني إياه، لم يعد شيئاً مخفياً أمامي عما تريده فماذا أقول الآن؟! وحينما تناسيت وصاياك وسقطت جاء ناثان وذكرني، فأنت لا تتركني أبداً.
آية (7): "طهرني بالزوفا فأطهر. إغسلني فأبيض أكثر من الثلج."
الزوفا نبات كانت يغمسونه في دم الذبيحة ويرشون بها للتطهير فبدون سفك دم لا تحدث مغفرة (عب22:9).. ولا غفران سوى بدم المسيح (1يو7:1) وهذا الدم يبيض (رؤ17:7). أي يمحو الخطية تماماً. والزوفا نبات صغير وضعيف جداً فهو يشير للمسيح في اتضاعه. ونحن نغتسل بالمعمودية للخلاص. وحين صارت ثياب المسيح كالثلج في التجلي كان هذا إعلاناً عن الكنيسة المتطهرة بدمه (اف27:5).
آية (: "أسمعني سروراً وفرحاً. فتبتهج عظام سحقتها."
لأن توبة داود واعترافه كانا صادقين، وخلال إنسحاقه ارتجفت عظامه، دخلت به نعمة الله إلى السرور والبهجة، فبقدر الإنسحاق يكون السرور، هنا شعر داود بأن الله غفر ونقله من الظلمة إلى النور، فالخطية تبلي العظام والتوبة تقيم الإنسان الجديد.فتبتهج عظام سحقتها= أما الترجمة "فتبتهج عظامي المتواضعة فترجمة غير دقيقة. وفي العظام المنسحقة نرى توبة وحزن على الخطية وانسحاق. وقد لا يعطي الله هذا الشعور بسرعة لأن ما نناله سريعاً نفقده سريعاً. وذلك لأننا لم نتعب فيه. ولذلك فقد يترك الله الخاطئ التائب في أحزانه فترة. وقوله عظامي المنسحقة، لا يقصد عظام الجسد بل إنسحاق النفس.
آية (9): "استر وجهك عن خطاياي وأمح كل آثامي."
هنا يذكر الوسيلة التي تبتهج بها عظامه (وتستمر الوسيلة حتى الآية11) وحتى لا يصرف الله وجهه عن الإنسان فليصلي الإنسان أن يصرف الله وجهه عن خطاياه. كل خطاياه، فلو بقيت خطية لما صرت مقبولاً. والتوبة هي الطريق الوحيد الذي به ينسى الله خطايانا.
آية (10): "قلباً نقياً اخلق فىّ يا الله وروحاً مستقيماً جدد في داخلي."
قلباً نقياً= هي طلبة لكي يطهره الله من كل فكر نجس. ونحن بدون معونة من الله لن نقدر أن نحيا في نقاوة. وبدون نقاوة ستظل خطايانا أمام الله. وقوله اخلق هذا يعني أنه يطلب قلب جديد لا علاقة له بالماضي ويطلب روح مستقيم= أي إصلاح كل الداخل وليس مجرد التصرفات الخارجية، هو يطلب عمل روح الله فيه.
آية (11): "لا تطرحني من قدام وجهك وروحك القدوس لا تنزعه مني."
هو يعترف أنه بخطيته قاوم روح الله الذي يدعو للتوبة ولكنه يصلي حتى لا ينزع الله الروح القدس منه، فنزع الروح معناه قطع الصلة مع الله (ربما يذكر ما حدث لشاول الملك).
آية (12): "رد لي بهجة خلاصك وبروح منتدبة أعضدني."
الخطية أفقدت المرتل التمتع بوجه الله واهب البهجة بالخلاص. ويصلي ليعيدها الله له.روح رئاسي=أي الروح القدس الذي يملك على النفس والجسد بكل طاقاتهما ويسود ويرأس الإنسان ويقوده فلا ينحرف ثانية.
آية (13): "فأُعلّم الأثمة طرقك والخطاة إليك يرجعون."
هنا يربط المرتل بين عودته بالتوبة والشهادة للمخلص (لو32:22). والشهادة هنا هي رجوعه لله وامتناعه عن الخطية وتسبيحه لله دائماً على قبوله ثانية.
آية (14): "نجني من الدماء يا الله إله خلاصي. فيسبح لساني برك."
الدماء= تشير لكل نفس كنا سبباً في عثرتها وسقوطها. وربما بالنسبة لداود فهو يذكر خطيته تجاه أوريا. وداود يعد الله أنه حينما يخلص من هذه الخطية لن يكف عن تسبيحه. والله خلصنا بعدله الذي ظهر في موت المسيح على الصليب. لذلك يقول فيبتهج لساني بعدلك. أي صليبك الذي نجاني من خطاياي. عدل الله رحيم.
آية (15): "يا رب افتح شفتي فيخبر فمي بتسبيحك."
حينما يفتح الله فمنا سيخرج منه كلام طيب، كلام تسبيح. أما لو كان المتكلم الذات سيخرج كلام كبرياء لا يخلو من معصية (أم19:10). ولنلاحظ أن الإنسان المستعبد لخطية لا يستطيع أن يسبح (مز1:137،4). والشعب سبح تسبحة موسى بعد أن حرره موسى وخرجوا من عبودية فرعون. وهكذا نسبح في السماء (رؤ3:14).
الآيات (17،16): "لأنك لا تسر بذبيحة وإلا فكنت أقدمها. بمحرقة لا ترضى. ذبائح الله هي روح منكسرة. القلب المنكسر والمنسحق يا الله لا تحتقره."
الله لا يسر بالمحرقات إن لم يشترك فيها القلب (أش11:1،12)، والله لا يسر بمظاهر العبادة الخارجية والقلب مبتعد بعيداً، فالله يقول إعطني قلبك (راجع اش13:29). الله يطلب القلب المنسحق والمتواضع والتائب عن خطيته (اش15:57).
الآيات (19،18): "أحسن برضاك إلى صهيون. ابن أسوار أورشليم. حينئذ تسر بذبائح البر محرقة وتقدمة تامة. حينئذ يصعدون على مذبحك عجولاً."
لقد بدأ داود مزموره بالاعتراف بخطاياه وينهيه بالتمتع بحياة شركة كنسية قوية فبنزع خطايانا نعود للشركة مع الكنيسة مقدماً ذبائح عجول شفاه أي تسابيح (هو2:14) وصهيون وأورشليم رمز للكنيسة أو النفس. وما هي أسوار أورشليم= هي العودة لحماية الله والدخول في حمايته فيكون سوراً لنا (زك5:2).
منقوووووووووووووووووووول