كن امين مع نفسك
أحياناً كتير تظن فى نفسك انك أمين فى طريقك مع ربنا و تقول الحمد لله انا بادفع العشور باروح الكنيسة كل أسبوع ، مواظب على القراءة والصلاة ، ماليش فى النفاق والكذب المتفشى فى الكنيسة، مريح دماغى خصوصاً وسط الدوشة اللى فى الدنيا. ماليش فى الأختلافات الطائفية ، ماشى جنب الحيط ومش طالب غير الستر.
و كتير تردد : أنا بحبك يارب، انا مش ممكن أسيبك أبداً. دة لو ابليس بنفسه حاربنى مش ممكن يقدر علىً. الحرام بيّن والحلال بيّن. سهل أوى انى أقاوم الخطية و سهل أوى انى أنصح الناس.
وابتدى أحكم على الناس و أقارن نفسي بيهم و اقيس مواقفهم على مواقفى واقول انا لو مكان الناس دول كنت قلت و عملت و سويت. لو كنت بس مكانهم.... ! و مش بس كدة دة أنا أقارن نفسي بالفتية الثلاثة و اقول دة انا لو حتى فى أتون النار هاعمل زيهم ومش هايهمنى و أكيد المسيح هايجى و يبقى الرابع بيننا. دة أنا فى نفس ثبات دانيال و قوته. أكيد أنا هابقى زيه. ياسلام على يوسف و صبره على الفراق و الذل. أنا أكيد هابقى زيه.
ويفضل خيالك شغال و يصورلك ابليس ان كل أمانيك وعهودك دى مقدسة و ان دة ايمان و تمسك بالله . و ان اللى انت بتحلم بيه دة من علامات التغيير الكبير اللى صنعه المسيح فى حياتك...
بس فيه واحد يعرف كل شيء عنك و بيحبك و مبسوط ان أهدافك تحولت من مجد العالم الى مجد آخر صحيح انت بردة لسة بتدور على مجدك الشخصى فى صورة مسيحية لكن ربنا لايطفىء فتيلة مدخنة هو يهمه انك فى النهاية تكون صادق معاه ومع نفسك.
من فرحته بيك عايزك تكبر بقى. و بدل ماتقول زى العيال أنا لما اكبر عايز أكون زى عمو داود. وتبتدى تتخيل نفسك داود لكن طبعاً مش هاتعرف تبقى زيه لسببين. أولهم ان داود كان هدفه انه يمجد ربناو يبقى شبهه وانت هدفك انك تمجد نفسك وتكون شبه داود.
الله يدعوك انك تكون نفسك وانك تكون الصورة اللى خلقك علشانها و انت هدفك انك تكون واحد تانى غير نفسك. تكون مثلاً الأنبا رويس و تتخيل نفسك بتنكر ذاتك وانت فى الحقيقة متكبر جداً....
المهم ان ربنا يستنى عليك لغاية ماتخلص شهر عسل خيالك واحلامك. ويبتدى يسألك: انت صحيح بتحبنى؟ تقوم تقوله: طبعاً انت صالح انت حلو انت عظيم انت كل حاجة حلوة فى حياتى.. دة انا أسيب قلبى و ماسيبكشى أبداً... يتنهد ربنا فى أسي ويقولك طيب يابنى أنا مصدقك خليك ثابت فى حبك لى و خللى بالك!!!
تيجى عليك مشكلة ، مدفوع بطاقة خيالك ورغبتك فى البطولة تستحملها و رغم ان جواك الحمل تقيل تخادع روحك و تقول نعمة ربنا شايلانى. ابليس يزود العيار حبيتين بأمر من ربنا... الظاهر ان البطولة دى مكلفة أوى... تقول كدة فى نفسك... وتبتدى تستحمل و تحس انك أيوب و يبتدى يزرع ابليس جواك بذرة صغيرة مش ملحوظة و يهمس ويقولك: شوف انت أمين ازاى؟ بذمتك ربنا عمل معاك نص الجدعنة اللى انت عاملها معاه؟؟؟ يا عينى عليك يا مسكين...
ومن كبريائك تبتدى تصدق انك بار وانك مجامل ربنا اللى مقصر معاك ... دة انت كمان تبتدى تردد انه صالح و ان الى الأبد رحمته ... وتفضل على موقفك البطولى ...
الرب يبقى مبسوط منك بس حزين ان الهدف مش حقيقى و يبقى نفسه انه ينقيك علشان تبقى أحسن صورة رسمهالك.. يبتدى يبعتلك كلام حب و كلام تعزية و يفتخر بيك قدام ولاده و يحسسك انه ماخلفش غيرك .... علشان تفرح بيه و تحول أهدافك من بطولة شخصية و مجد ذاتى الى حب حقيقى لشخصه هو و تمسك حقيقى به. تمسك بمعرفة حقيقية عن شخصه مش مجاملة له أثناء ماهو مهملك ( حاشا لله انه يكون طبعاً مهمل فيك)....
ويجى الأمتحان : ربنا يبطل يبعتلك كلام تدليل و يبتدى يكلمك بنضوج . و يكلمك انك مهمل فى الوصية الأساسية و يرشدك انك تقرا متى 5 و 6 و 7 ... وهنا مربط الفرس. تلاقى نفسك قدام مرايا مبينة حقيقتك : يانهار أسود !! معقولة بطل أبطال الأيمان فى العصر المعاصر يدين؟ مايغفرش الأساءة ينتقم من اللى يزعله؟ ياخد حقه بذراعه؟ يقابل الشر بالشر؟ ينظر نظرة مش كويسة؟ يصوم ويشتكى قدام كل الناس من الصيام؟ الرب يقارنه بالوثنيين؟ يانهار أسود؟ و تعرف ساعتها انك مش بطل ولا حاجة دة انت ماحصلتش حتى عيل من عيال الأيمان .... ياخبر الدنيا تتلخبط فى دماغك!......
المتوقع طبعاَ انك تشكر ربنا انه لفت نظرك انك مضحوك عليك و مخدوع من روح الضلال الحية القديمة... لكن طبعاً لأنك كنت قاعد تبنى فى مجدك انت و مملكتك انت يصعب عليك انك تطلع مقصر وعيل....
الكبرياء يخليك انك تعمل حاجة بيسموها فى علم النفس اسقاط . تسقط غلطك على الآخرين: و تبتدى روح الضلال تتلون بلون الحق المزيف... يا سلام! هو ربنا ماوراهوش غيرى؟ طيب ماهو عنده القسيس دة مثلاً سايبه ليه يخدع الناس؟ و لا اللى عامل نفسه بيخدم ربنا و هو بيعثر آخرين؟ ولا التانى اللى كل مايتكلم كلمة يلم فلوس من الناس على أنها تبرع لآمتداد ملكوت الله ... ولا القسيس اللى كل وعظاته محفوظة و هو نفسه مش عايش ولا وصية.. هو ايه؟ ربنا سايب كل المزيفين دول وقاعدلى أنا على الواحدة؟؟... انا مش شايف ان فيه حد عدل فى الكنيسة كلهم بتوع فلوس وكلهم بتوع كلام ولا واحد فيهم عنده محبة ولا واحد فيهم قريب من ربنا .. أهم اللى بيباتوا فيه بيصبحوا فيه...
على فكرة ممكن قوى يكون كلامك ده صح، ممكن أوى يكون ان كل اللى حواليك مزيفين.. الشيطان علشان يبخ سمومه لازم يبتدى من أساس فيه شىء من الحقيقة علشان لما يزود عليه الكذب ماتحسش انه كدب، لادة انت تحس انه تكملة للحق....
الفكرة هنا انك بترفض تواجه نفسك بالحقيقة لأنها بتوجع و بتجرح كبرياءك و بتكسفك اوى من نفسك و بتكسفك قدام ربنا..... و بدل ماتواجه نفسك بالحقيقة علشان تكبر و تنضج ... بتلوم الآخرين و تفتكر انك بكدة بتكون أمين و غيور على ربنا و بيته. هو طبعا يتمنى انك تكون غيور عليه و تجاهر بالحق بس لما يبقى حق مش قناع لعيب روحى صعبان عليك انك تواجهه.
ومن الأعراض اللى ممكن تعانى منها حاجة اسمها "self pity " الشعور بالأسي تجاه الذات، وتبتدى تفكر فى كل حاجة حلوة عملتها و كل كلمة كويسة قلتها وكل مشاعر نبيلة حسيت بيها و وهى فعلاً بتكون حاجات كويسة فيك فعلاً . بس انت يتقعد تفكر فيها علشان تطبطب على نفسك و تقولها يامسكينة ربنا كان قاسي عليكى؟ ماعلش يا حبيبتى... انتى كويسة خالص. دة انتى حلوة اوى بس مضطهدة و ماحدش حاسس بقيمتك....
و كمان شعور الأسي دة مش بس علشان يطبطب على جرح كبراءك بس كمان عاشان يحنن قلب ربنا عليك... كأنك عايز تلفت نظره و تقوله: انت مش واخد بالك انى كويس؟ مش فاكرلى أى خير؟ مش شايف ان فى حاجات كويسة كتير؟ ايه السبب بقى انك تعكنن على و تلفت نظرى لحاجات بسيطة مش لدرجة انها تبقى عيوب نقعد نتكلم عليها... انت مش قلت انك بتحبنى و قابلنى فى كل الأحوال؟ طيب ليه بقى عايز تصعبها على؟ خلى العلاقة بيننا تكون جميلة و اذكرلى بس المحاسن وتغاضى عن العيوب لأنى بصراحة شايفها سمة من سمات شخصيتى و انا لو تخليت عنها كل معالم شخصيتى هاتضيع وهابقى انا مش انا. انت ليه عايز تخلينى شخصية باهتة؟ انا عايز أفضل عصبي وشكاك. انا عايز يفضل لسانى لاذع وافقع اللى قدامى. انا عايز الناس تخاف من تكشيرتى ... لكن تقولى استحمل و احول خدى اليمين!! دة كلام ينفع فى الدير لكن مع ولاد اللذين اللى فى العالم ماينفعش معاهم غير الدق على دماغهم... انت كدة بتخنقنى يارب و بصراحة كدة انت كدة بتزهقنى من كل عيشتى و يمكن تكون بتزهقنى منك انت شخصياً... قال يعنى كدة ربنا هايتهدد بحرمانه من انسك...
وهنا بقى يبان قدامك ان علاقتك بربنا ضحلة جداً و ان كلامك الحلو عنه كان مزيف وهو عباره عن محاولة لأرضائه علشان هو يفرح فيمجدك ويعظمك ويعلى مراتبك ويخليك دراعه اليمين و يحققلك البطولة اللى نفسك تكونها وتبقى بطل من أبطال الأيمان و تعمل معجزات والناس كلها تتكلم عنك...
وانت بتتكلم حلو عن ربنا كان ساعتها الموضوع مش مكلف. هاقعد اتجمل فى صفاته و أعيط علشان مصر و المسيحيين اللى هايهلكوا و احضر اجتماع الصلاة كل يوم اتنين ومعايا كلينكس علشان الدموع اللى هاتسح... واصرخ من قلبى و أقول الأرض دى ملكك يابن الله... الموضع بسيط أوى .. كونى انى أقف جنب ربنا فى محنته و أواسيه و اتمنى له الخير دى حاجة بسيطة ودى أقل ما يمكن ...
لكن حد يقولى انى ابسط الوصايا مابنفذهاش وان ماعنديش محبة و انى عايز كل المجد لنفسي.. لأ كدة بقى هانبتدى نزعل مع بعض....
الله أمين ، و وصادق و عيناه تخترقان أستار الظلام. أمينة هى جراحات المحب وغاشة هى قبلات العدو ...
قدامك طريقين يا تحب ربنا بصدق لشخصه لأنه يستاهل بصرف النظر عن ثمار وعطايا الحب دة. ياتختار انك تعلى على حساب اسمه وساعتها طريقك هايكون سريع لفوق و سريع بردة لتحت.
يا تواجه نفسك و تكسر كبرياءك وتقول أحسن لى انى اخلى بالى من دلوقتى أحسن ماأقع على جدور رقبتى وتبقى سقطتى عظيمة جداً . يا تسيب نفسك مع خداعك لغاية الهاوية.
الرب مش محتاج مواساة ولا محتاج لحد يتأسف على ملكه الغايب. الرب محتاج يبنى ملكه فيك هو مش عايز حد يواسيه فيك. ياترى هاتقبل وتكون خاضع و توافق انه هو اللى يكون الملك ولا هاترى ان الثمرة شهية للعيون وانك ممكن تكون مش بس زى ربنا لأ أحسن منه كمان على الأقل هاتتصرف أسرع منه فى الامور ومش هاتقعد تخللى الناس تنتظر..
ياترى هاتوافق انك توجه نفسك وتعرف انه من حبه فيك عايزك، عايزك أوى، عايزك تشوفه فيبنقى قلبك ( طوبى لأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله) ولا هاتفضل تبص فى مرايتك زى سنو وايت وتسألها: مرايتى مين أحسن أنا ولا قائد المجموعة، أنا ولا قسيس الكنيسة، انا ولا بقيت الناس دول؟ ساعتها مرايتك هاتقولك انت طبعاً يا حبيبى. بس فيه حاجة المرايا هاتقف عندها. هاتقولك بس فيه واحد أحسن منك بكتير: المسيح.... ياترى هاتقرر تقتله جواك زى الفيلم علشان ماتشوفش غير نفسك فى المرايا؟ ولا هاترمى المرايا وتحط بدالها صورة المسيح علشان كل يوم تقيس نفسك عليها؟
هاتحب ربنا بصدق ولا هاتكمل التمثيلية؟
هاتكون أمين و تسمحله انه يجرحك زى الجراح اللى يجرح علشان ينقذ حياة المريض ولا هاتفضل انك تموت بعيوبك؟
أحياناً كتير تظن فى نفسك انك أمين فى طريقك مع ربنا و تقول الحمد لله انا بادفع العشور باروح الكنيسة كل أسبوع ، مواظب على القراءة والصلاة ، ماليش فى النفاق والكذب المتفشى فى الكنيسة، مريح دماغى خصوصاً وسط الدوشة اللى فى الدنيا. ماليش فى الأختلافات الطائفية ، ماشى جنب الحيط ومش طالب غير الستر.
و كتير تردد : أنا بحبك يارب، انا مش ممكن أسيبك أبداً. دة لو ابليس بنفسه حاربنى مش ممكن يقدر علىً. الحرام بيّن والحلال بيّن. سهل أوى انى أقاوم الخطية و سهل أوى انى أنصح الناس.
وابتدى أحكم على الناس و أقارن نفسي بيهم و اقيس مواقفهم على مواقفى واقول انا لو مكان الناس دول كنت قلت و عملت و سويت. لو كنت بس مكانهم.... ! و مش بس كدة دة أنا أقارن نفسي بالفتية الثلاثة و اقول دة انا لو حتى فى أتون النار هاعمل زيهم ومش هايهمنى و أكيد المسيح هايجى و يبقى الرابع بيننا. دة أنا فى نفس ثبات دانيال و قوته. أكيد أنا هابقى زيه. ياسلام على يوسف و صبره على الفراق و الذل. أنا أكيد هابقى زيه.
ويفضل خيالك شغال و يصورلك ابليس ان كل أمانيك وعهودك دى مقدسة و ان دة ايمان و تمسك بالله . و ان اللى انت بتحلم بيه دة من علامات التغيير الكبير اللى صنعه المسيح فى حياتك...
بس فيه واحد يعرف كل شيء عنك و بيحبك و مبسوط ان أهدافك تحولت من مجد العالم الى مجد آخر صحيح انت بردة لسة بتدور على مجدك الشخصى فى صورة مسيحية لكن ربنا لايطفىء فتيلة مدخنة هو يهمه انك فى النهاية تكون صادق معاه ومع نفسك.
من فرحته بيك عايزك تكبر بقى. و بدل ماتقول زى العيال أنا لما اكبر عايز أكون زى عمو داود. وتبتدى تتخيل نفسك داود لكن طبعاً مش هاتعرف تبقى زيه لسببين. أولهم ان داود كان هدفه انه يمجد ربناو يبقى شبهه وانت هدفك انك تمجد نفسك وتكون شبه داود.
الله يدعوك انك تكون نفسك وانك تكون الصورة اللى خلقك علشانها و انت هدفك انك تكون واحد تانى غير نفسك. تكون مثلاً الأنبا رويس و تتخيل نفسك بتنكر ذاتك وانت فى الحقيقة متكبر جداً....
المهم ان ربنا يستنى عليك لغاية ماتخلص شهر عسل خيالك واحلامك. ويبتدى يسألك: انت صحيح بتحبنى؟ تقوم تقوله: طبعاً انت صالح انت حلو انت عظيم انت كل حاجة حلوة فى حياتى.. دة انا أسيب قلبى و ماسيبكشى أبداً... يتنهد ربنا فى أسي ويقولك طيب يابنى أنا مصدقك خليك ثابت فى حبك لى و خللى بالك!!!
تيجى عليك مشكلة ، مدفوع بطاقة خيالك ورغبتك فى البطولة تستحملها و رغم ان جواك الحمل تقيل تخادع روحك و تقول نعمة ربنا شايلانى. ابليس يزود العيار حبيتين بأمر من ربنا... الظاهر ان البطولة دى مكلفة أوى... تقول كدة فى نفسك... وتبتدى تستحمل و تحس انك أيوب و يبتدى يزرع ابليس جواك بذرة صغيرة مش ملحوظة و يهمس ويقولك: شوف انت أمين ازاى؟ بذمتك ربنا عمل معاك نص الجدعنة اللى انت عاملها معاه؟؟؟ يا عينى عليك يا مسكين...
ومن كبريائك تبتدى تصدق انك بار وانك مجامل ربنا اللى مقصر معاك ... دة انت كمان تبتدى تردد انه صالح و ان الى الأبد رحمته ... وتفضل على موقفك البطولى ...
الرب يبقى مبسوط منك بس حزين ان الهدف مش حقيقى و يبقى نفسه انه ينقيك علشان تبقى أحسن صورة رسمهالك.. يبتدى يبعتلك كلام حب و كلام تعزية و يفتخر بيك قدام ولاده و يحسسك انه ماخلفش غيرك .... علشان تفرح بيه و تحول أهدافك من بطولة شخصية و مجد ذاتى الى حب حقيقى لشخصه هو و تمسك حقيقى به. تمسك بمعرفة حقيقية عن شخصه مش مجاملة له أثناء ماهو مهملك ( حاشا لله انه يكون طبعاً مهمل فيك)....
ويجى الأمتحان : ربنا يبطل يبعتلك كلام تدليل و يبتدى يكلمك بنضوج . و يكلمك انك مهمل فى الوصية الأساسية و يرشدك انك تقرا متى 5 و 6 و 7 ... وهنا مربط الفرس. تلاقى نفسك قدام مرايا مبينة حقيقتك : يانهار أسود !! معقولة بطل أبطال الأيمان فى العصر المعاصر يدين؟ مايغفرش الأساءة ينتقم من اللى يزعله؟ ياخد حقه بذراعه؟ يقابل الشر بالشر؟ ينظر نظرة مش كويسة؟ يصوم ويشتكى قدام كل الناس من الصيام؟ الرب يقارنه بالوثنيين؟ يانهار أسود؟ و تعرف ساعتها انك مش بطل ولا حاجة دة انت ماحصلتش حتى عيل من عيال الأيمان .... ياخبر الدنيا تتلخبط فى دماغك!......
المتوقع طبعاَ انك تشكر ربنا انه لفت نظرك انك مضحوك عليك و مخدوع من روح الضلال الحية القديمة... لكن طبعاً لأنك كنت قاعد تبنى فى مجدك انت و مملكتك انت يصعب عليك انك تطلع مقصر وعيل....
الكبرياء يخليك انك تعمل حاجة بيسموها فى علم النفس اسقاط . تسقط غلطك على الآخرين: و تبتدى روح الضلال تتلون بلون الحق المزيف... يا سلام! هو ربنا ماوراهوش غيرى؟ طيب ماهو عنده القسيس دة مثلاً سايبه ليه يخدع الناس؟ و لا اللى عامل نفسه بيخدم ربنا و هو بيعثر آخرين؟ ولا التانى اللى كل مايتكلم كلمة يلم فلوس من الناس على أنها تبرع لآمتداد ملكوت الله ... ولا القسيس اللى كل وعظاته محفوظة و هو نفسه مش عايش ولا وصية.. هو ايه؟ ربنا سايب كل المزيفين دول وقاعدلى أنا على الواحدة؟؟... انا مش شايف ان فيه حد عدل فى الكنيسة كلهم بتوع فلوس وكلهم بتوع كلام ولا واحد فيهم عنده محبة ولا واحد فيهم قريب من ربنا .. أهم اللى بيباتوا فيه بيصبحوا فيه...
على فكرة ممكن قوى يكون كلامك ده صح، ممكن أوى يكون ان كل اللى حواليك مزيفين.. الشيطان علشان يبخ سمومه لازم يبتدى من أساس فيه شىء من الحقيقة علشان لما يزود عليه الكذب ماتحسش انه كدب، لادة انت تحس انه تكملة للحق....
الفكرة هنا انك بترفض تواجه نفسك بالحقيقة لأنها بتوجع و بتجرح كبرياءك و بتكسفك اوى من نفسك و بتكسفك قدام ربنا..... و بدل ماتواجه نفسك بالحقيقة علشان تكبر و تنضج ... بتلوم الآخرين و تفتكر انك بكدة بتكون أمين و غيور على ربنا و بيته. هو طبعا يتمنى انك تكون غيور عليه و تجاهر بالحق بس لما يبقى حق مش قناع لعيب روحى صعبان عليك انك تواجهه.
ومن الأعراض اللى ممكن تعانى منها حاجة اسمها "self pity " الشعور بالأسي تجاه الذات، وتبتدى تفكر فى كل حاجة حلوة عملتها و كل كلمة كويسة قلتها وكل مشاعر نبيلة حسيت بيها و وهى فعلاً بتكون حاجات كويسة فيك فعلاً . بس انت يتقعد تفكر فيها علشان تطبطب على نفسك و تقولها يامسكينة ربنا كان قاسي عليكى؟ ماعلش يا حبيبتى... انتى كويسة خالص. دة انتى حلوة اوى بس مضطهدة و ماحدش حاسس بقيمتك....
و كمان شعور الأسي دة مش بس علشان يطبطب على جرح كبراءك بس كمان عاشان يحنن قلب ربنا عليك... كأنك عايز تلفت نظره و تقوله: انت مش واخد بالك انى كويس؟ مش فاكرلى أى خير؟ مش شايف ان فى حاجات كويسة كتير؟ ايه السبب بقى انك تعكنن على و تلفت نظرى لحاجات بسيطة مش لدرجة انها تبقى عيوب نقعد نتكلم عليها... انت مش قلت انك بتحبنى و قابلنى فى كل الأحوال؟ طيب ليه بقى عايز تصعبها على؟ خلى العلاقة بيننا تكون جميلة و اذكرلى بس المحاسن وتغاضى عن العيوب لأنى بصراحة شايفها سمة من سمات شخصيتى و انا لو تخليت عنها كل معالم شخصيتى هاتضيع وهابقى انا مش انا. انت ليه عايز تخلينى شخصية باهتة؟ انا عايز أفضل عصبي وشكاك. انا عايز يفضل لسانى لاذع وافقع اللى قدامى. انا عايز الناس تخاف من تكشيرتى ... لكن تقولى استحمل و احول خدى اليمين!! دة كلام ينفع فى الدير لكن مع ولاد اللذين اللى فى العالم ماينفعش معاهم غير الدق على دماغهم... انت كدة بتخنقنى يارب و بصراحة كدة انت كدة بتزهقنى من كل عيشتى و يمكن تكون بتزهقنى منك انت شخصياً... قال يعنى كدة ربنا هايتهدد بحرمانه من انسك...
وهنا بقى يبان قدامك ان علاقتك بربنا ضحلة جداً و ان كلامك الحلو عنه كان مزيف وهو عباره عن محاولة لأرضائه علشان هو يفرح فيمجدك ويعظمك ويعلى مراتبك ويخليك دراعه اليمين و يحققلك البطولة اللى نفسك تكونها وتبقى بطل من أبطال الأيمان و تعمل معجزات والناس كلها تتكلم عنك...
وانت بتتكلم حلو عن ربنا كان ساعتها الموضوع مش مكلف. هاقعد اتجمل فى صفاته و أعيط علشان مصر و المسيحيين اللى هايهلكوا و احضر اجتماع الصلاة كل يوم اتنين ومعايا كلينكس علشان الدموع اللى هاتسح... واصرخ من قلبى و أقول الأرض دى ملكك يابن الله... الموضع بسيط أوى .. كونى انى أقف جنب ربنا فى محنته و أواسيه و اتمنى له الخير دى حاجة بسيطة ودى أقل ما يمكن ...
لكن حد يقولى انى ابسط الوصايا مابنفذهاش وان ماعنديش محبة و انى عايز كل المجد لنفسي.. لأ كدة بقى هانبتدى نزعل مع بعض....
الله أمين ، و وصادق و عيناه تخترقان أستار الظلام. أمينة هى جراحات المحب وغاشة هى قبلات العدو ...
قدامك طريقين يا تحب ربنا بصدق لشخصه لأنه يستاهل بصرف النظر عن ثمار وعطايا الحب دة. ياتختار انك تعلى على حساب اسمه وساعتها طريقك هايكون سريع لفوق و سريع بردة لتحت.
يا تواجه نفسك و تكسر كبرياءك وتقول أحسن لى انى اخلى بالى من دلوقتى أحسن ماأقع على جدور رقبتى وتبقى سقطتى عظيمة جداً . يا تسيب نفسك مع خداعك لغاية الهاوية.
الرب مش محتاج مواساة ولا محتاج لحد يتأسف على ملكه الغايب. الرب محتاج يبنى ملكه فيك هو مش عايز حد يواسيه فيك. ياترى هاتقبل وتكون خاضع و توافق انه هو اللى يكون الملك ولا هاترى ان الثمرة شهية للعيون وانك ممكن تكون مش بس زى ربنا لأ أحسن منه كمان على الأقل هاتتصرف أسرع منه فى الامور ومش هاتقعد تخللى الناس تنتظر..
ياترى هاتوافق انك توجه نفسك وتعرف انه من حبه فيك عايزك، عايزك أوى، عايزك تشوفه فيبنقى قلبك ( طوبى لأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله) ولا هاتفضل تبص فى مرايتك زى سنو وايت وتسألها: مرايتى مين أحسن أنا ولا قائد المجموعة، أنا ولا قسيس الكنيسة، انا ولا بقيت الناس دول؟ ساعتها مرايتك هاتقولك انت طبعاً يا حبيبى. بس فيه حاجة المرايا هاتقف عندها. هاتقولك بس فيه واحد أحسن منك بكتير: المسيح.... ياترى هاتقرر تقتله جواك زى الفيلم علشان ماتشوفش غير نفسك فى المرايا؟ ولا هاترمى المرايا وتحط بدالها صورة المسيح علشان كل يوم تقيس نفسك عليها؟
هاتحب ربنا بصدق ولا هاتكمل التمثيلية؟
هاتكون أمين و تسمحله انه يجرحك زى الجراح اللى يجرح علشان ينقذ حياة المريض ولا هاتفضل انك تموت بعيوبك؟