كيف نفسّر الكتب المقدّسة تفسيراً صحيحاً؟
بقلم: الأب الدكتور بيتر مدروس
بقلم: الأب الدكتور بيتر مدروس
هنالك
أسس ايمانيّة وأسس علميّة (هي نقد النصّ والنقد الأدبيّ والنقد التاريخيّ)
وقواعد عمليّة. ويقود عدم مراعاة هذه الأسس إلى تفسيرات خاطئة.[/size]
فقرة انجيل نقرأها بحنين (لوقا 13:24 وتابع):
"وإذا
باثنين من (التلاميذ) كانا ذاهبين في ذلك اليوم نفسه الى قرية اسمها
عمّاوُس تبعد نحو ستّين غلوة من أورشليم... وبينما هما يتحدّثان ويتجادلان
إذا يسوع نفسه قد دنا منهما وأخذ يسير معهما على أنّ أعينهما حُجبت عن
معرفته...
"قالا
له: (يسوع الناصريّ) كان نبيّاً مقتدراً على العمل والقول... كيف أسلمه
عظماء كهنتنا ورؤساؤنا ليُحكَم عليه بالموت وكيف صلبوه ، وكنّا نحن نرجو
أنّه هو الذي سيفتدي (الشعب). ومع ذلك كلّه فهذا هو اليوم الثالث مذ جرت
تلك الأمور. غير أنّ نسوة منّا قد حيّرننا: بكّرنَ الى القبر فلم يجدنَ
جثمانه...
"وذهب بعض أصحابنا الى القبر فوجدوا الحال على ما قالت النسوة...
"فقال لهما يسوع: يا قليلَي الفهم وبطيئَي القلب عن الإيمان بكلّ ما تكلّم به الأنبياء!
"وبدأ يسوع من موسى وجميع الأنبياء يفسّر لهما في جميع الكتب ما يختصّ به...
????: منتديات الشبكة الأرثوذكسية العربية الأنطاكية - منتدى الشبيبة الأرثوذكسية http://vb.orthodoxonline.org/showthread.php?t=8504
"أخذ (بعد ذلك) يسوع الخبز وسبّح ثمّ كسره وناولهما فانفتحت أعينهما وعرفاه فغاب عنهما.
فقال أحدهما للآخر:
أما كان قلبنا متّقداً في صدرنا حين كان (يسوع) يحدّثنا في الطريق ويفسّر لنا الكتب؟"
نتمنّى
- نحلم أن يعود يسوع يوماً ويسير معنا في الطريق ويفسّر لنا بنفسه الكتب،
من البداية الى النهاية أو كما تقول العامّة "من طقطق للسلام عليكم"!
يا ليت يسوع معنا اليوم وهنا والآن ليفسّر لنا الكتب المقدّسة ويوفّر علينا هذا العناء وليعصمنا من الضلال!
المسيح معنا، المسيح "هو هو أمس واليوم والى الأبد" (عبرانيين 8:13).
وجوده معنا - ومرافقته لنا (أو وجودنا معه ومرافقتنا له) علم لا حلم!
في الكنيسة وعن طريقها، يفسّر لنا الكتب ويكسر لنا الخبز في الإفخارستيّا أي القدّاس ويسير معنا على دروب الحياة!
الكلمة الإلهيّ الأزليّ ترك لنا في الكنيسة والكتاب المقدّس نفسه وفي المنطق "مفتاح" التفسير للكلمة الإلهيّة المكتوبة!
أ- الأسس الإيمانيّة لتفسير الكتب المقدّسة
في رسالة بطرس الثانية يعطينا الرسول –وهو صديق يسوع ونائبه بعد الصعود المجيد– ثلاث قواعد لشرح الكتاب:
1- لا يجوز تفسير الكتب المقدّسة تفسيرًا فرديًّا بل جماعيًّا كنسيًّا:
"واعلموا
قبل كلّ شيء أن ما من نبوّة في الكتاب تقبل تفسيرًا يأتي به أحد من عنده
إذ لم تأتِ نبوّة قطّ بإرادة بشر ولكن روح القدس حمل بعض الناس على أن
يتكلّموا من لدن الله" (2 بطرس 1 : 20-21).
يقصد
القديس بطرس أن لا حقّ للفرد كفرد أن يفسّر الكتب المقدّسة على هواه ولا
سلطة له، بما أن المؤلّفين المُلهَمين أنفسهم ليسوا مخوّلين لشرح الكتاب
حسب رأي كلّ منهم الشخصيّ.
لا
للتفسير الفرديّ! نعم لتفسير الكنيسة التي هي جماعة المؤمنين والمؤمنات،
منذ نحو ألفي سنة، يقودهم المسيح والرسل والتلاميذ الأوّلون وخلفاؤهم
الأساقفة.
تفسير
الكنيسة للكتاب واحد صائب، بقوّة روح القدس نفسه الذي يرعاها ويشرف عليها
ويحميها منذ حلوله على العذراء والرسل والتلاميذ يوم العنصرة الى انقضاء
الدهر لأن يسوع لم يتركنا يتامى.
من
المؤسف أن تقدّم جماعات تفسيرات للكتاب المقدّس تختلف عن تفسير الكنيسة
الرسوليّة العريقة. إنها تقول إن تفسيراتها صحيحة مطابقة لكلام الله
ولكنّها –تاريخيّاً- مبنيّة على تفسيرات فرديّة لفلان أو فلان من الناس
أتى في العصور الوسطى أو الحديثة، في الغرب.
الدليل
على أنّ تفسير الكنيسة رسوليّ، أنّ شروحاته جامعة واحدة في الشرق والغرب
وستبقى كذلك الى نهاية العالم. وتستند الى التقليد المقدّس وإلى تفسيرات
آباء الكنيسة خلفاء الرسل.
هذه هي القاعدة الأولى: نعم للتفسير الكنسيّ الجماعيّ التقليديّ الرسوليّ.
2– لا يجوز تفسير الكتاب المقدّس من غير علم (2 بطرس 15:3-16)
كَتب
القديس بطرس عن زميله وأخيه في الرسالة، بولس، وعن رسائله، أنّ "فيها
أموراً غامضة يحرّفها (أي يسيء تأويلها) قوم لا علم عندهم ولا رسوخ كما
يفعلون (أي كما يسيئون وكما ينقصهم العلم والرسوخ!) في شأن سائر الكتب
المقدّسة، وإنما يفعلون ذلك لهلاكهم". وكانت الرسالة الأولى الى تيموثاوس
قد أوصت التلميذ المحبوب: "يا تيموثاوس احفظ الوديعة واجتنب الكلام الفارغ
الدنيويّ ونقائض المعرفة الكاذبة، وقد أعلنها قوم فحادوا عن الايمان"
(20:6).
أمّا الرسالة الى العبرانييّن فقالت في المسيح الكاهن الأعظم: "ولنا في هذا الموضوع كلام كثير صعب التفسير..." (11:5).[/center]
أسس ايمانيّة وأسس علميّة (هي نقد النصّ والنقد الأدبيّ والنقد التاريخيّ)
وقواعد عمليّة. ويقود عدم مراعاة هذه الأسس إلى تفسيرات خاطئة.[/size]
فقرة انجيل نقرأها بحنين (لوقا 13:24 وتابع):
"وإذا
باثنين من (التلاميذ) كانا ذاهبين في ذلك اليوم نفسه الى قرية اسمها
عمّاوُس تبعد نحو ستّين غلوة من أورشليم... وبينما هما يتحدّثان ويتجادلان
إذا يسوع نفسه قد دنا منهما وأخذ يسير معهما على أنّ أعينهما حُجبت عن
معرفته...
"قالا
له: (يسوع الناصريّ) كان نبيّاً مقتدراً على العمل والقول... كيف أسلمه
عظماء كهنتنا ورؤساؤنا ليُحكَم عليه بالموت وكيف صلبوه ، وكنّا نحن نرجو
أنّه هو الذي سيفتدي (الشعب). ومع ذلك كلّه فهذا هو اليوم الثالث مذ جرت
تلك الأمور. غير أنّ نسوة منّا قد حيّرننا: بكّرنَ الى القبر فلم يجدنَ
جثمانه...
"وذهب بعض أصحابنا الى القبر فوجدوا الحال على ما قالت النسوة...
"فقال لهما يسوع: يا قليلَي الفهم وبطيئَي القلب عن الإيمان بكلّ ما تكلّم به الأنبياء!
"وبدأ يسوع من موسى وجميع الأنبياء يفسّر لهما في جميع الكتب ما يختصّ به...
????: منتديات الشبكة الأرثوذكسية العربية الأنطاكية - منتدى الشبيبة الأرثوذكسية http://vb.orthodoxonline.org/showthread.php?t=8504
"أخذ (بعد ذلك) يسوع الخبز وسبّح ثمّ كسره وناولهما فانفتحت أعينهما وعرفاه فغاب عنهما.
فقال أحدهما للآخر:
أما كان قلبنا متّقداً في صدرنا حين كان (يسوع) يحدّثنا في الطريق ويفسّر لنا الكتب؟"
نتمنّى
- نحلم أن يعود يسوع يوماً ويسير معنا في الطريق ويفسّر لنا بنفسه الكتب،
من البداية الى النهاية أو كما تقول العامّة "من طقطق للسلام عليكم"!
يا ليت يسوع معنا اليوم وهنا والآن ليفسّر لنا الكتب المقدّسة ويوفّر علينا هذا العناء وليعصمنا من الضلال!
المسيح معنا، المسيح "هو هو أمس واليوم والى الأبد" (عبرانيين 8:13).
وجوده معنا - ومرافقته لنا (أو وجودنا معه ومرافقتنا له) علم لا حلم!
في الكنيسة وعن طريقها، يفسّر لنا الكتب ويكسر لنا الخبز في الإفخارستيّا أي القدّاس ويسير معنا على دروب الحياة!
الكلمة الإلهيّ الأزليّ ترك لنا في الكنيسة والكتاب المقدّس نفسه وفي المنطق "مفتاح" التفسير للكلمة الإلهيّة المكتوبة!
أ- الأسس الإيمانيّة لتفسير الكتب المقدّسة
في رسالة بطرس الثانية يعطينا الرسول –وهو صديق يسوع ونائبه بعد الصعود المجيد– ثلاث قواعد لشرح الكتاب:
1- لا يجوز تفسير الكتب المقدّسة تفسيرًا فرديًّا بل جماعيًّا كنسيًّا:
"واعلموا
قبل كلّ شيء أن ما من نبوّة في الكتاب تقبل تفسيرًا يأتي به أحد من عنده
إذ لم تأتِ نبوّة قطّ بإرادة بشر ولكن روح القدس حمل بعض الناس على أن
يتكلّموا من لدن الله" (2 بطرس 1 : 20-21).
يقصد
القديس بطرس أن لا حقّ للفرد كفرد أن يفسّر الكتب المقدّسة على هواه ولا
سلطة له، بما أن المؤلّفين المُلهَمين أنفسهم ليسوا مخوّلين لشرح الكتاب
حسب رأي كلّ منهم الشخصيّ.
لا
للتفسير الفرديّ! نعم لتفسير الكنيسة التي هي جماعة المؤمنين والمؤمنات،
منذ نحو ألفي سنة، يقودهم المسيح والرسل والتلاميذ الأوّلون وخلفاؤهم
الأساقفة.
تفسير
الكنيسة للكتاب واحد صائب، بقوّة روح القدس نفسه الذي يرعاها ويشرف عليها
ويحميها منذ حلوله على العذراء والرسل والتلاميذ يوم العنصرة الى انقضاء
الدهر لأن يسوع لم يتركنا يتامى.
من
المؤسف أن تقدّم جماعات تفسيرات للكتاب المقدّس تختلف عن تفسير الكنيسة
الرسوليّة العريقة. إنها تقول إن تفسيراتها صحيحة مطابقة لكلام الله
ولكنّها –تاريخيّاً- مبنيّة على تفسيرات فرديّة لفلان أو فلان من الناس
أتى في العصور الوسطى أو الحديثة، في الغرب.
الدليل
على أنّ تفسير الكنيسة رسوليّ، أنّ شروحاته جامعة واحدة في الشرق والغرب
وستبقى كذلك الى نهاية العالم. وتستند الى التقليد المقدّس وإلى تفسيرات
آباء الكنيسة خلفاء الرسل.
هذه هي القاعدة الأولى: نعم للتفسير الكنسيّ الجماعيّ التقليديّ الرسوليّ.
2– لا يجوز تفسير الكتاب المقدّس من غير علم (2 بطرس 15:3-16)
كَتب
القديس بطرس عن زميله وأخيه في الرسالة، بولس، وعن رسائله، أنّ "فيها
أموراً غامضة يحرّفها (أي يسيء تأويلها) قوم لا علم عندهم ولا رسوخ كما
يفعلون (أي كما يسيئون وكما ينقصهم العلم والرسوخ!) في شأن سائر الكتب
المقدّسة، وإنما يفعلون ذلك لهلاكهم". وكانت الرسالة الأولى الى تيموثاوس
قد أوصت التلميذ المحبوب: "يا تيموثاوس احفظ الوديعة واجتنب الكلام الفارغ
الدنيويّ ونقائض المعرفة الكاذبة، وقد أعلنها قوم فحادوا عن الايمان"
(20:6).
أمّا الرسالة الى العبرانييّن فقالت في المسيح الكاهن الأعظم: "ولنا في هذا الموضوع كلام كثير صعب التفسير..." (11:5).[/center]