عائلة الأنبا تكلا هيمانوت الحبشي القس:
دخول المسيحية للحبشة
"ملاك
الرب كلَّم فيلبس قائلاً: قم اذهب نحو الجنوب على الطريق المنحدر من
أورشليم إلى غزة التي هي برية، فقام وذهب وإذا رجل حبشي خصي لكنداكة ملكة
الحبشة، كان على جميع خزائنها، فهذا كان قد جاء إلى أورشليم، وكان راجعاً
وجالساً على مركبة يقرأ سفر إشعياء النبي." (أع26:
هذا الحبشي
عَمَّدهُ فيلبس بعد أن كلمه عن تجسد المسيح وصلبه وقيامته وصعوده وجلوسه
عن يمين الآب.. ونقل الإيمان لبلاده.. مع بقاء بعض العادات اليهودية.
وفي
بداية القرن الرابع، رشم البابا أثاناسيوس فرومنتيوس أسقفاً على إثيوبيا،
وسمّاه الأنبا سلامه، وكان ذلك عام 340م، فنقل الأسرار المقدسة إلى
البلاد، ومن هذا اليوم والكنيسة الإثيوبية تعيش في بنوّة لكرسي مارمرقس
بالإسكندرية بكل محبة.
الأسرة المسيحية
عاش في إثيوبيا في
القرن الثالث عشر أسرة مسيحية تقية، الزوج كاهن مُحِبّ لخدمة السيد المسيح
اسمه "سجاز آب" أي "عطية الآب"، والزوجة ثرية جداً مُحِبّة للفقراء اسمها
"سارة".
وكان شفيع الأسرة هو الملاك ميخائيل، فكانا يعملان له العيد كل 12 من الشهر القبطي، بإقامة القداس، وتعمل بعد ذلك وليمة للفقراء.
وكانت
الزوجة عاقر (لا تنجب)، وكانت دائمة الطلبة أن يعطيها الله ولداً تفرح به،
وكانت سارة تقضي معظم وقتها في الكنيسة، مشغولة بقراءة المزامير
والأناجيل.. وأحبّت الفقراء جداً وتفانت في خدمتهم، حتى لقّبها الناس
"أجزهاريا" أي "مُختارة الله".
وذات يوم فكّرت سارة في أن تهب كل ما لهم للفقراء، وأن يعتقوا العبيد الذين عندهم، وقالت لزوجها وإتقفا، وفعلا كذلك.
الملاك ميخائيل شفيع الأسرة
وبعد
سنوات كثيرة ملؤها السلام، ملك "موتملي" على أرض الداموت والشوا، وهو رجل
وثني أغلق الكثير من الكنائس وحاول إحياء عبادة الأصنام.
وذات يوم هاجم "طلانس" حيث يعيش الأب الكاهن "سجاز آب" مع زوجته، فلما دخلا البلدة أصيبت بالذعر حتى كانوا يهربون هنا وهناك.
وإنطلق
"سجاز آب" إلى طريق يختبئ فيها، فتعقبه أحد الجنود ليقتله، حتى وصلا إلى
بحيرة قريبة، فألقى بنفسه فيها من وجه الجندي، وهو يطلب الملاك ميخائيل..
وفي الحال أصبح الماء فوقه كالخيمة، وظهر له الملاك لِيُقَوّيه. ولما طال
الوقت، ظنَّ الجندي أنه غرق، فأخبره الملاك بإنصراف الجندي، فخرج في
الحال. فقال له الملاك ميخائيل: "إن نجاتَك هي من أجل الطفل الذي سيخرج
منك.." كما أخبره بأسرار كثيرة عن هذا الطفل، ثم حمله إلى البلد، وكان هذا
في الثاني عشر من برمهات.
عاد الكاهن، ليعرف ما جرى، فرأى في كل
بيت مناحة على فقيد أو منهوب، وأنهم أخذوا زوجته سارة لتقديمها إلى الملك
الفاسِد مونتِملى كهدية.
نظر الملك بهاء وجه أجزهاريا القديسة،
فأمر أن تُعْطى ثياباً فاخرة، وجواهر غالية للزينة، وتُحْفَظ في مدينة
الآلهة حتى يتم زفافها إليه!
حزن سجاز آب على ما حدث لزوجته التي
أحبها، وكان يخشى عليها من الملك الشرير، ولكنه ذهب في الحال إلى بيت
الله. دخل الكنيسة وسجد أمام المذبح المقدس، وصار في تنهُّد وبكاء كثير
مُختلطة بصلاة قلبية، يطلب فيها أن ينظر الله إلى زوجته المسبية.
سارة والملاك
في
الثاني والعشرين من برمهات.. كان الكاهن سجاز آب يُقَدِّم قربان القداس
باسم زوجته سارة مع كل شعبه، وبينما هو يطوف بالبخور في الكنيسة ويضع
الصليب المقدس على رؤوس الموجودين للبركة، رأى بين المُصَلّين إمرأة تلبس
ملابس غالية مثل ملابس الملوك، وقائمة للصلاة في مهابة كثيرة أمام الله،
ففكّر في نفسه مَنْ تكون هذه؟!
ثم عاد إلى الهيكل فأكمل الصلاة،
ولما فرغ من إنصراف الشعب، إفتقد الغرباء ومنهم هذه المرأة، ولما سألها عن
حالها ومن أين أتت، قالت له.. إنني سمعت عن شخص يُدعى سجاز آب أنه قد
سُبِيَت زوجته، فأتيت لأكون له زوجة!
رشم الكاهن نفسه بالصليب وقال
له: "يا إبنتي، هل يتزوَّج الكاهِن مرة أخرى؟! لا تقولي هذا.. إن زوجتي
محفوظة بيد الله وهو سَيُعيدها لي بسلام."
فإبتسمت سارة فَرِحة
بإيمان زوجها، وخلعت عنها برقعاً كانت تُغَطّي به وجهها، وإندهش الزوج من
هذه المُفاجأة، وسألها كيف أتت؟! فقالت له أن الملاك أنقذها، وأتى بها إلى
الكنيسة. فسجد الإثنان أمام الله في الكنيسة، وشكراه على عنايته بها.
ثم
أخبرت سارة زوجها بأنها قد صلَّت من أجل سلامتها، فظهر لها الملاك ميخائيل
بأنها سوف تعود من أجل إبنها الآتي.. ولما بدأت مراسم الزواج وإنتهت وبدأ
الناس يُهنئون الملك بالزواج، حدثت بروق ورعود عظيمة إهتزّ لها المكان..
كان هذا قبيل مجئ الملاك ميخائيل لها وأنقذها وأحضرها للكنيسة.
وفي
هذه الليلة رأى سجا زآب حلماً، فيه شمس في حجرة نومهما ونجوماً كثيرة ونور
بهي على الأرض كلها.. وفي الليلة التالية ظهر لهما الملاك ميخائيل
وأخبرهما بحمل الإبن المبارك.
وفي الصباح وزّعا كثير مما كان قد تبقّى عندهما على الفقراء.. وكانوا يواظِبون على إقامة تذكار الملاك ميخائيل كل 12 من الشهر.
ميلاد فرح صهيون:
في
يوم 24 كيهك ولدت سارة طفلاً جميلاً وسُمّيَ "فرح صهيون" أو "فصح صهيون"
أو "فرح الكنائس"، وأجرى الله منه عجائب مثل كلامه وهو إبن ثلاثة أيام،
إشارة إلى أنه سيكون مُقَدَّساً للرب. وعَمَّداه في اليوم الأربعين من
ميلاده.
حدث قحط شديد بالبلاد بعد سنة ونصف من ميلاد الصبي، حتى لم
يكن ممكناً أن تحتفل أسرة القديس الصغير بعيد الميلاد القريب حتى أن الأم
كانت آسفة على ذلك جداً، وذات يوم بينما هي تُصَلّى وتطلب من الله شيئاً
تقدمه في عيد الملاك، وإذ هي تبكي وطفلها على ذراعها مسح دموعها، وأشار
إلى داخل، فلما سارت به إلى حيث أشار، وجدت قليلاً من الدقيق في طبق، فلما
إقتربت منه ووضع الطفل يده فيه فاض الطبق بالدقيق فإندهشت الأم، ثم بدأت
تجمع القفف والزنابيل التي بالمنزل، فلم يبق شئ فارغ، وهكذا فعلت بالسمن
والزيت والعسل.. وكان هذا في الثاني عشر من برمهات (تِذكار سبيها).
وقد أعطاه الله أيضاً موهبة حِفظ المزامير والكتاب المقدس..
رسامة الأنبا تكلا شماسا:
تكريسه شمَّاساً
في
أحد الليالي، ظهر الملاك ميخائيل للأنبا كيرلس أسقف إثيوبيا في حلم، وقال
له: "غداً يأتيك رجل أصفر اللون، ويسجد أمامك. هذا له إبنٌ مباركٌ، وهو
مُختار لملكوت السموات، وهو عظيمٌ أمام الرب.. إرسمه شماساً ثم اتركه
ينطلق بسلام."
وبعدما تم ما قاله الملاك، وفي طريق العودة، فكَّرا
أن يبيتا في أقرب قرية حتى يمكنهما أن يأخذوا طعاماً، وكانت المدينة
القريبة هي "أمحرا"، وكان أهلها لا يطعمون غريباً.
ولما دخلا
المدينة، سأل الإبن جماعة من الذين كانوا في الطريق عن مكان يمكن المبيت
فيه، فأخذ واحداً منهم يشتمه ويضربه بدون سبب، فصرخ الشماس طالِباً معونة
الملاك ميخائيل الذي خَلَّصه سريعاً، وأصاب الرجل الشرير بضرر.
لم
يقدر الشماس المملوء من نعمة الروح القدس أن يرى هذا الإنسان، رغم أنه كان
يضربه من وقت قليل، في هذه الحالة المؤلمة، فصلّى أن يرفع الله عنه هذه
الآلام، فشفاه ملاك الله.. فآمن بالله وعائلته.
وبينما الأب مع
ولده في الطريق مع أصحابهم (بعد قضاء ليلتهم في "أمحرا")، فرغ منهم الماء
وقلَّ الطعام، فإنزوى القديس وصلّى بدموع أن يعطيهم الله ماء، فأجرى الله
ينبوعاً من الصخر، فشربوا وأخذوا للطريق ماء.
وقد رغب الوالِدان في
تزويج إبنهما، ولكنه رفض، وأخبرهم أنه قد نذر نفسه ليكون بتولاً كل
الأيام. فقبل الوالدين أن يبقى بلا زواج، ولكن حسب عادة البلاد بقيت
الفتاة معهم في المنزل كإبنتهم، إذ أحبت هي الأخرى ان تظل بتولاً..
كهنوت الانبا تكلا هيمانوت:
ثم
رُسَمَ كاهناً، ومن ذلك الوقت زادت صلواته وعبادته وأصوامه مع محبة
مُتَّقِدة للجميع في أن يتعرَّفوا أكثر على المسيح إبن الله، وبقى مع
والده يساعده في الخدمة، حتى إنتقلت والدته "أجزهاريا" (سارة) إلى السماء
في 12 مسرى، وبعدها بأيام قليلة إنتقل والده أيضاً إلى السماء.
وفي
يوم ما بينما كان يمارس هوايته في الصيد في الغابات كعادته، ظهر له رب
المجد يسوع محمولاً على أجنحة الملائكة وأبرق حوله بنور عظيم قائلاً: "أنا
هو إلهك، حافِظَك من طفولتك.. لا يعود عملك صيد الوحوش بل صيد الناس. ومن
الآن لا يكون إسمك "فرح صهيون" بل "تكلا هيمانوت" (والذي يعني "فردوس الآب
والإبن والروح القدس". ثم إختفت الرؤيا السماوية
استنانا فى المقال الجاى هنتكلم عن رهبنتة.
دخول المسيحية للحبشة
"ملاك
الرب كلَّم فيلبس قائلاً: قم اذهب نحو الجنوب على الطريق المنحدر من
أورشليم إلى غزة التي هي برية، فقام وذهب وإذا رجل حبشي خصي لكنداكة ملكة
الحبشة، كان على جميع خزائنها، فهذا كان قد جاء إلى أورشليم، وكان راجعاً
وجالساً على مركبة يقرأ سفر إشعياء النبي." (أع26:
هذا الحبشي
عَمَّدهُ فيلبس بعد أن كلمه عن تجسد المسيح وصلبه وقيامته وصعوده وجلوسه
عن يمين الآب.. ونقل الإيمان لبلاده.. مع بقاء بعض العادات اليهودية.
وفي
بداية القرن الرابع، رشم البابا أثاناسيوس فرومنتيوس أسقفاً على إثيوبيا،
وسمّاه الأنبا سلامه، وكان ذلك عام 340م، فنقل الأسرار المقدسة إلى
البلاد، ومن هذا اليوم والكنيسة الإثيوبية تعيش في بنوّة لكرسي مارمرقس
بالإسكندرية بكل محبة.
الأسرة المسيحية
عاش في إثيوبيا في
القرن الثالث عشر أسرة مسيحية تقية، الزوج كاهن مُحِبّ لخدمة السيد المسيح
اسمه "سجاز آب" أي "عطية الآب"، والزوجة ثرية جداً مُحِبّة للفقراء اسمها
"سارة".
وكان شفيع الأسرة هو الملاك ميخائيل، فكانا يعملان له العيد كل 12 من الشهر القبطي، بإقامة القداس، وتعمل بعد ذلك وليمة للفقراء.
وكانت
الزوجة عاقر (لا تنجب)، وكانت دائمة الطلبة أن يعطيها الله ولداً تفرح به،
وكانت سارة تقضي معظم وقتها في الكنيسة، مشغولة بقراءة المزامير
والأناجيل.. وأحبّت الفقراء جداً وتفانت في خدمتهم، حتى لقّبها الناس
"أجزهاريا" أي "مُختارة الله".
وذات يوم فكّرت سارة في أن تهب كل ما لهم للفقراء، وأن يعتقوا العبيد الذين عندهم، وقالت لزوجها وإتقفا، وفعلا كذلك.
الملاك ميخائيل شفيع الأسرة
وبعد
سنوات كثيرة ملؤها السلام، ملك "موتملي" على أرض الداموت والشوا، وهو رجل
وثني أغلق الكثير من الكنائس وحاول إحياء عبادة الأصنام.
وذات يوم هاجم "طلانس" حيث يعيش الأب الكاهن "سجاز آب" مع زوجته، فلما دخلا البلدة أصيبت بالذعر حتى كانوا يهربون هنا وهناك.
وإنطلق
"سجاز آب" إلى طريق يختبئ فيها، فتعقبه أحد الجنود ليقتله، حتى وصلا إلى
بحيرة قريبة، فألقى بنفسه فيها من وجه الجندي، وهو يطلب الملاك ميخائيل..
وفي الحال أصبح الماء فوقه كالخيمة، وظهر له الملاك لِيُقَوّيه. ولما طال
الوقت، ظنَّ الجندي أنه غرق، فأخبره الملاك بإنصراف الجندي، فخرج في
الحال. فقال له الملاك ميخائيل: "إن نجاتَك هي من أجل الطفل الذي سيخرج
منك.." كما أخبره بأسرار كثيرة عن هذا الطفل، ثم حمله إلى البلد، وكان هذا
في الثاني عشر من برمهات.
عاد الكاهن، ليعرف ما جرى، فرأى في كل
بيت مناحة على فقيد أو منهوب، وأنهم أخذوا زوجته سارة لتقديمها إلى الملك
الفاسِد مونتِملى كهدية.
نظر الملك بهاء وجه أجزهاريا القديسة،
فأمر أن تُعْطى ثياباً فاخرة، وجواهر غالية للزينة، وتُحْفَظ في مدينة
الآلهة حتى يتم زفافها إليه!
حزن سجاز آب على ما حدث لزوجته التي
أحبها، وكان يخشى عليها من الملك الشرير، ولكنه ذهب في الحال إلى بيت
الله. دخل الكنيسة وسجد أمام المذبح المقدس، وصار في تنهُّد وبكاء كثير
مُختلطة بصلاة قلبية، يطلب فيها أن ينظر الله إلى زوجته المسبية.
سارة والملاك
في
الثاني والعشرين من برمهات.. كان الكاهن سجاز آب يُقَدِّم قربان القداس
باسم زوجته سارة مع كل شعبه، وبينما هو يطوف بالبخور في الكنيسة ويضع
الصليب المقدس على رؤوس الموجودين للبركة، رأى بين المُصَلّين إمرأة تلبس
ملابس غالية مثل ملابس الملوك، وقائمة للصلاة في مهابة كثيرة أمام الله،
ففكّر في نفسه مَنْ تكون هذه؟!
ثم عاد إلى الهيكل فأكمل الصلاة،
ولما فرغ من إنصراف الشعب، إفتقد الغرباء ومنهم هذه المرأة، ولما سألها عن
حالها ومن أين أتت، قالت له.. إنني سمعت عن شخص يُدعى سجاز آب أنه قد
سُبِيَت زوجته، فأتيت لأكون له زوجة!
رشم الكاهن نفسه بالصليب وقال
له: "يا إبنتي، هل يتزوَّج الكاهِن مرة أخرى؟! لا تقولي هذا.. إن زوجتي
محفوظة بيد الله وهو سَيُعيدها لي بسلام."
فإبتسمت سارة فَرِحة
بإيمان زوجها، وخلعت عنها برقعاً كانت تُغَطّي به وجهها، وإندهش الزوج من
هذه المُفاجأة، وسألها كيف أتت؟! فقالت له أن الملاك أنقذها، وأتى بها إلى
الكنيسة. فسجد الإثنان أمام الله في الكنيسة، وشكراه على عنايته بها.
ثم
أخبرت سارة زوجها بأنها قد صلَّت من أجل سلامتها، فظهر لها الملاك ميخائيل
بأنها سوف تعود من أجل إبنها الآتي.. ولما بدأت مراسم الزواج وإنتهت وبدأ
الناس يُهنئون الملك بالزواج، حدثت بروق ورعود عظيمة إهتزّ لها المكان..
كان هذا قبيل مجئ الملاك ميخائيل لها وأنقذها وأحضرها للكنيسة.
وفي
هذه الليلة رأى سجا زآب حلماً، فيه شمس في حجرة نومهما ونجوماً كثيرة ونور
بهي على الأرض كلها.. وفي الليلة التالية ظهر لهما الملاك ميخائيل
وأخبرهما بحمل الإبن المبارك.
وفي الصباح وزّعا كثير مما كان قد تبقّى عندهما على الفقراء.. وكانوا يواظِبون على إقامة تذكار الملاك ميخائيل كل 12 من الشهر.
ميلاد فرح صهيون:
في
يوم 24 كيهك ولدت سارة طفلاً جميلاً وسُمّيَ "فرح صهيون" أو "فصح صهيون"
أو "فرح الكنائس"، وأجرى الله منه عجائب مثل كلامه وهو إبن ثلاثة أيام،
إشارة إلى أنه سيكون مُقَدَّساً للرب. وعَمَّداه في اليوم الأربعين من
ميلاده.
حدث قحط شديد بالبلاد بعد سنة ونصف من ميلاد الصبي، حتى لم
يكن ممكناً أن تحتفل أسرة القديس الصغير بعيد الميلاد القريب حتى أن الأم
كانت آسفة على ذلك جداً، وذات يوم بينما هي تُصَلّى وتطلب من الله شيئاً
تقدمه في عيد الملاك، وإذ هي تبكي وطفلها على ذراعها مسح دموعها، وأشار
إلى داخل، فلما سارت به إلى حيث أشار، وجدت قليلاً من الدقيق في طبق، فلما
إقتربت منه ووضع الطفل يده فيه فاض الطبق بالدقيق فإندهشت الأم، ثم بدأت
تجمع القفف والزنابيل التي بالمنزل، فلم يبق شئ فارغ، وهكذا فعلت بالسمن
والزيت والعسل.. وكان هذا في الثاني عشر من برمهات (تِذكار سبيها).
وقد أعطاه الله أيضاً موهبة حِفظ المزامير والكتاب المقدس..
رسامة الأنبا تكلا شماسا:
تكريسه شمَّاساً
في
أحد الليالي، ظهر الملاك ميخائيل للأنبا كيرلس أسقف إثيوبيا في حلم، وقال
له: "غداً يأتيك رجل أصفر اللون، ويسجد أمامك. هذا له إبنٌ مباركٌ، وهو
مُختار لملكوت السموات، وهو عظيمٌ أمام الرب.. إرسمه شماساً ثم اتركه
ينطلق بسلام."
وبعدما تم ما قاله الملاك، وفي طريق العودة، فكَّرا
أن يبيتا في أقرب قرية حتى يمكنهما أن يأخذوا طعاماً، وكانت المدينة
القريبة هي "أمحرا"، وكان أهلها لا يطعمون غريباً.
ولما دخلا
المدينة، سأل الإبن جماعة من الذين كانوا في الطريق عن مكان يمكن المبيت
فيه، فأخذ واحداً منهم يشتمه ويضربه بدون سبب، فصرخ الشماس طالِباً معونة
الملاك ميخائيل الذي خَلَّصه سريعاً، وأصاب الرجل الشرير بضرر.
لم
يقدر الشماس المملوء من نعمة الروح القدس أن يرى هذا الإنسان، رغم أنه كان
يضربه من وقت قليل، في هذه الحالة المؤلمة، فصلّى أن يرفع الله عنه هذه
الآلام، فشفاه ملاك الله.. فآمن بالله وعائلته.
وبينما الأب مع
ولده في الطريق مع أصحابهم (بعد قضاء ليلتهم في "أمحرا")، فرغ منهم الماء
وقلَّ الطعام، فإنزوى القديس وصلّى بدموع أن يعطيهم الله ماء، فأجرى الله
ينبوعاً من الصخر، فشربوا وأخذوا للطريق ماء.
وقد رغب الوالِدان في
تزويج إبنهما، ولكنه رفض، وأخبرهم أنه قد نذر نفسه ليكون بتولاً كل
الأيام. فقبل الوالدين أن يبقى بلا زواج، ولكن حسب عادة البلاد بقيت
الفتاة معهم في المنزل كإبنتهم، إذ أحبت هي الأخرى ان تظل بتولاً..
كهنوت الانبا تكلا هيمانوت:
ثم
رُسَمَ كاهناً، ومن ذلك الوقت زادت صلواته وعبادته وأصوامه مع محبة
مُتَّقِدة للجميع في أن يتعرَّفوا أكثر على المسيح إبن الله، وبقى مع
والده يساعده في الخدمة، حتى إنتقلت والدته "أجزهاريا" (سارة) إلى السماء
في 12 مسرى، وبعدها بأيام قليلة إنتقل والده أيضاً إلى السماء.
وفي
يوم ما بينما كان يمارس هوايته في الصيد في الغابات كعادته، ظهر له رب
المجد يسوع محمولاً على أجنحة الملائكة وأبرق حوله بنور عظيم قائلاً: "أنا
هو إلهك، حافِظَك من طفولتك.. لا يعود عملك صيد الوحوش بل صيد الناس. ومن
الآن لا يكون إسمك "فرح صهيون" بل "تكلا هيمانوت" (والذي يعني "فردوس الآب
والإبن والروح القدس". ثم إختفت الرؤيا السماوية
استنانا فى المقال الجاى هنتكلم عن رهبنتة.