مواهب خلاصية.
سر الميرون
+ من أعتمد ينبغي أن يمسح أيضاً لكي يصير بواسطة المسحة ممسوحاً لله ويأخذ نعمة المسيح.
+ (عن الهراطقة) لأنهم لا يستطيعون أن يتقدسوا تماماً ويصيروا أبناء الله بدون إعادة السرين.
يطعمنا جسد الرب ويسقينا دمه.
+ فخبز الحياة هو المسيح . وهذا الخبز ليس لأي كان . إنما هو لنا ، هو خبزنا!
وكما ندعو الله أبانا ، لأنه أبو المؤمنين ، فهكذا ندعو المسيح خبزنا لنه خبز من يتحدون بجسده.
+ نطلب الحصول على هذا الخبز كل يوم . ولكن يجب علينا نحن الذي نقبل الخبز المقدس يومياً ، غذاء خلاصياً ، ألا ننفصل عن المسيح بذنب كبير يحرمنا من أن نكون مع الآخرين لنا نصيب في هذا الخبز السماوي(أنا هو الخبز الحي الذي نزل من السماء . إن أكل أحد من هذا الخبز يحيا غلي الأبد . والخبز الذي أنا سأعطية هو جسدي الذي سأبذلة عن حياة العالم "يو51:6") .
ففي تصريحه بأن من يأكل من هذا الخبز يحيا إلي الأبد . دليل على دوام الحياة لمن يتحد بجسده ويتناول القربان المقدس تناولاً لائقاً.
حول سر الأفخارستيا.
نبوات عن الأفخارستيا
+ مرة أخري ، نجد في الكاهن العظيم ملكي صادق(تك18:14) رمزاً أخراً بخصوص سر ذبيحة الرب ، كما يشهد الكتاب الإلهي حيث يقول (وملكي صادق ملك شاليم أخرج خبزاً وخمراً "تك18:14) لقد كان (كاهناً لله العلي) وقد بارك إبراهيم.
أما عن كون ملكي صادق رمزاً للمسيح ، فهذا ما يعلنه الروح القدس في المزامير ، متكلماً كما من الأب نحو الابن(... أنت كاهن إلي الأبد على رتبة ملكي صادق "مز4:110") .
كان هذا الطقس بالتأكيد مستمداً من هذه الذبيحة ... فإذا كان ملكي صادق كاهن الله العلي ، قدم خبزاً وخمراً ، وفي هذا بارك إبراهيم.
لأنه من هو كاهن الله العلي (بحق) مثل ربنا يسوع المسيح ، الذي قدم ذبيحة لله الأب ، قدم ما قدمه ملكي صادق ، أي خبزاً وخمراً ، أي جسده ودمه!
والبركة التي أعطيت لإبراهيم قد استمرت في المسيحيين . لأنه إن كان إبراهيم قد آمن بالله (فحسب له براً) "تك6:15". فكل من يؤمن بالله ويحيا بالإيمان يحسب له براً ... ويحسب مبرراً ومطوباً في إيمان إبراهيم ، كما يعرفنا الرسول بولس قائلاً (أمن إبراهيم بالله فحسب براً "غلا6:3") . والآن فأنتم إذ تؤمنون تحسون أولاداً لإبراهيم . وقد سبق فرأي الكتاب المقدس فرأي أن الأمم يتبررون بالإيمان فتنبأ لإبراهيم أن فيه يتبارك جميع الأمم) "غلا6:3- .
لذلك فإن مباركة إبراهيم بواسطة الكاهن ملكي صادق الواردة في سفر التكوين ، فإنها سبق أن أعلنت كمثال لتقدمة المسيح التي هي من خبز وخمر وإذ كمل الرب المثال وأتمه ، قدم خبزاً ومزج الكأس من خمر ...
وأيضاً سبق فأعلن الروح القدس خلال سليمان مثالاً ذبيحة الرب ، متكلماً عن فدية مذبوحة ، مكونه من خبز وخمر ... قائلاً (الحكمة بنت بيتها . نحتت أعمدتها السبعة . ذبحت ذبحها فرحت خمرها . أيضاً رتبت مائدتها . أرسلت جواريها تنادي على ظهور أعالي المدينة. من هو جاهل فليمل إلي هنا والناقص الفهم قالت له (... هلموا كلوا من طعامي واشربوا من الخمر التي مزجتها)"أم1:9-5". لقد أوضح لنا أنها مزجت خمراً . بمعني أنه تنبأ بالصوت النبوي أن كأس الرب تمزج من خمر وماء ، ليظهر أن ما يري يتحقق في ألام الرب.
+ هذا أيضاً قد رمز له في مباركة يهوذا ، الذي فيه أيضاً وضع أمامنا مثالاً للمسيح.
إنه يتقبل حمداً وسجوداً من أخوته (تك8:49) حتى يضع يده على قفا أعدائه (الشياطين) الذين يهربون من أمامه صانعاً هذا بيديه اللتين حمل بهما الصليب ، هازماً الموت ، إذ هو أسد سبط يهوذا ورجاء للأمم . ويضيف الكتاب إلي هذا قائلاً (غسل بالخمر لباسه وبدم العنب ثوبه)"تك8:49-11". وعندما يذكر دم العنب ، ماذا يعلن لنا سوي خمر كأس دم المسيح!
+ وأيضاً في سفر أشعياء يشهد الروح القدس عن نفس الأمر بخصوص آلام الرب قائلاً(ما بال لباسك محمر وثيابك كدائس المعصرة)"أش3،2:62") .
هل يمكن للماء أن يجعل اللباس أحمراً! وهل الماء يداس بالأقدام أو يداس في المعصرة!
بلا شك أنه يشير إلي الخمر ، وهذه قد جاءت لكي نفهم منها خمر دم الرب وحتى تظهر بعد ذلك منظورة في كأس الرب ، التي تنبأت عنها أصوات الأنبياء مبشرة. لقد تحدث عن العنب المداس والخمر المضغوط ، لأنه لا يمكن أن نأخذ خمراً للشرب ما لم يداس العنب ويعصر ، هكذا لا نشرب دم المسيح ما لملا يداس العنب ويعصر ، هكذا لا نشرب دم المسيح لو لم يهرق دمه أولاً ...
دماء وماء
+ المسيح يحملنا نحن جميعاً ، إذ هو يحمل خطايانا.
ونحن نعلم أن الماء يفهم منه (المسيحيون)"رؤ15:17". والخمر يظهر دم المسيح . ولكن في الكأس إذ يمتزج الماء بالخمر ، فإن الشعب يتحد بالمسيح ، وتتحد جموع المؤمنين معاً ويصيرون واحداً بذاك الذي يؤمنون به.
هذا الارتباط والوحدة تتم بين الماء والخمر الممتزجان في كأس الرب ، ولا ينفصلان عن بعضهما البعض . هكذا لا يقدر شيء ما أن يفصل الكنيسة عن المسيح ، لأن حبها غير منقسم...
وأقصد بالكنيسة ، شعبها الذي يثابر بإيمان وثبات. وهكذا لا يقدم في تقديس كأس الرب والماء وحده ولا الخمر وحده يكون دم المسيح حالا بدوننا . ولو قدم الماء وحده ، يحضر الشعب بغير المسيح. ولكن إذ يمتزج الأثنان معاً ويرتبط كل بالأخر في وحده كاملة ، فإن السر السماوي الروحي يكون كاملاً.
لهذا فإن كأس الرب ليست ماء فحسب ، ولا خمر وحده ، بل يمتزج الأثنان معاً.
وهكذا أيضاً جسد الرب لا يكون من الحنطة وحدها أو الماء وحده ، بل يضاف الأثنان إلي بعضهما البعض ويتحدان ويكونان خبزاً واحداً.
وفي هذا السر يظهر شفيعاً واحداً . فإنه وإن كانت حبوب القمح كثيرة لكنها تتجمع معاً وتطحن وتمزج وتصير خبزه واحدة.
ليتنا نتعلم أنه في المسيح الذي هو الخبز السماوي ، يوجد جسد واحد ، الذي فيه يتحد الكل ويصير الكل واحداً ...
( أقوال القديس كبريانس )
حبــّــنا لإخوتنا الفقراء
بركات العطــَـاء
+ الروح القديس يتكلم في الأسفار قائلا بالرحمة والحق (الإيمان) يستر الإثم (أم6:16) أضف إلى ذلك قوله أيضا كما أن الماء تطفئ النار كذلك الصدقة تخمد الذنوب (سيراخ3:30) هنا أيضا قد ظهر الأمر وتبرهن أنه إذ بماء جرن النجاة (المعمودية) تطفئ نار جهنم هكذا بالصدقات وأعمال البر يخمد لهيب الخطايا ولأنه في المعمودية توهب مغفرة الخطايا مرة واحدة للجميع فإن العمل المستمر الذي بلا انقطاع تابعا مثال المعمودية يهب مراحم الله مرة أخري.
وقد علمنا الرب بهذا أيضا في الإنجيل لأنه عند أشير للتلاميذ بأنهم يأكلون بدون غسل أيديهم أجاب قائلا الذي صنع الخارج صنع الداخل ايضا بل اعطوا ما عندكم صدقة فهوذا كل شيء يكون نقيا لكم (لو 11 : 40 -41) عن المعلم الحنون يعلمنا ويحثنا على العطف وإذ هو يبحث عن خلاص أولئك الذين قدم عنهم تضحية عظيمة هكذا اشار أيضا عن أولئك الذين بعد ما نالوا المعمودية صنعوا الخطية يمكنهم أن يتطهروا من جديد.
ليتنا أيها الأحباء الأعزاء نعرف تلك العطية الجيدة التي لرحمة الإلهية نحن الذين لا يمكن أن نوجد بلا جراجات من جهة الضمير ليتنا نشفي جراحاتنا بأدوية روحية مطهرة غاسلة للخطايا ليته لا يتملق الإنسان ذاته متوهما أن قلبه نقي مختون معتمدا على بره الذاتي حاسبا أن جراحاته إلي محتاجة إلى دواء بينما كتب من يقول إني زكيت قلبي تطهرت من خطيتي (ام20 : 9) وجاء في رسالة يوحنا أن قلنا انه ليس لنا خطية نضل أنفسنا و ليس الحق فينا (1يو 1 : فإن كان لا يوجد إنسان بلا خطية ومن يقول أنه بلا خطأ يكون متكبرا أو غبياَ ذلك نحن في احتياج لا تزال توجد جروح فيمن تم شفاؤهم لذلك أعطيت أدوية حتى بعد الشفاء لكي تعالج الجروح التي تستجد أيها الأحباء الأعزاء إن النصائح الإلهية في الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد لم تكف ولم تهدأ عن حث شعب الله دائما وفي كل موضع لفعل أعمال الرحمة.
لقد أمر الله أشعياء قائلا ناد بصوت عال لا تمسك ارفع صوتك كبوق و اخبر شعبي بتعديهم و بيت يعقوب بخطاياهم (أش 58 : 1) ولما أوصي بأن خطاياهم صارت عليهم وأن سخطه قد اشتد على خطاياهم قال إنه ليس بالتوسلات أو الصلوات أو الأصوام يمكنهم التفكير عنها ولا بالمسوح والرماد يسترضوا غضبه لمنه أظهر لهم في النهاية أنه يمكن أن يعفو الله عنهم بالصدقات وحدها قائلا و إياي يطلبون يوما فيوما و يسرون بمعرفة طرقي كأمة عملت برا و لم تترك قضاء إلهها ... يسرون بالتقرب إلى الله. يقولون لماذا صمنا و لم تنظر ذللنا أنفسنا و لم تلاحظ ..... ها أنكم للخصومة و النزاع تصومون و لتضربوا بلكمة الشر لستم تصومون كما اليوم لتسميع صوتكم في العلاء. أمثل هذا يكون صوم اختاره يوما يذلل الإنسان فيه نفسه يحني كالأسلة رأسه و يفرش تحته مسحا و رمادا هل تسمي هذا صوما و يوما مقبولا للرب. أليس هذا صوما اختاره حل قيود الشر فك عقد النير و إطلاق المسحوقين أحرارا و قطع كل نير. أليس أن تكسر للجائع خبزك و أن تدخل المساكين التائهين إلى بيتك إذا رأيت عريانا أن تكسوه و أن لا تتغاضى عن لحمك. حينئذ ينفجر مثل الصبح نورك و تنبت صحتك سريعا و يسير برك أمامك و مجد الرب يجمع ساقتك. حينئذ تدعو فيجيب الرب تستغيث فيقول هأنذا.... (أش2:58-9)
إن العلاج لاستعطاف الله قد أعطي لنا في كلمات الله نفسه فالتعاليم الإلهية تعلم الخطاة تعلم الخطاة ما ينبغي عليهم أن يفعلوه...........
لأن من لا يرحم لا يستحق مراحم الله ولا يتحصل على أي نصيب من العطف الإلهي بصلواته من ليس لديه إنسانية نحو طلبات الفقير هذا ما أعلته الروح القدس في المزامير وبرهن عليه قائلا طوبى للذي ينظر إلى المسكين في يوم الشر ينجيه الرب (مز 41 : 1) تذكر أي الوصايا قدمها دانيال لنبوخذ نصر الملك عندما كان قلقا وخائفاَ من الحلم الخطير.................. (دا4 : 27)
وروفائيل الملاك يشهد بذلك ويحث على أن تعطي الصدقة باختيار وسخاه قائلا الصلاة جيدة مع الصوم والصدقة لان الصدقة تنجي من الموت وتطهر من الذنوب (طوبيا12 : 8-9) إنه يظهر بأن
توسلاتنا تصير فعالة بالصدقة والحياة بها تصير بلا خطر والروح تتخلص من الموت.
+ وبالاختصار دعا الرب أولئك الذين يراهم يساعدون الفقراء ويعولونهم بأنهم أولاد إبراهيم لأنه عندما قال زكا ها أنا يارب أعطي نصف أموالي للمساكين وإن كنت قد رشيت بأحد أرد أربعة أضعاف أجابه يسوع قائلا. اليوم حصل خلاص لهذا البيت إذ هو أيضا ابن إبراهيم (لو 19 : 8-9) فإن كان إبراهيم آمن بالله فحسب له برا فمن يعطي الصدقات حسب وصية الله بالتأكيد يؤمن بالله.
من له صدق الإيمان يتمسك بخوف الله ومن يتمسك بخوف الله يعطي اعتبارا لله بأن يرحم الفقير لأنه يعلم إن ما أمرت به كلمة الله حقيقي وأن الكتاب المقدس لن يكذب لذلك يؤمن بأن الشجرة غير المثمرة أي الإنسان غير المنتج يقطع ويلقي في النار أما الإنسان الرحيم فيدعي في الملكوت.
وفي موضع أخر دعا العاملين والمثمرين داحضا إيمان غير المثمرين والعواقر قائلا فان لم تكونوا أمناء في مال الظلم فمن يأتمنكم على الحق. وان لم تكونوا أمناء في ما هو للغير فمن يعطيكم ما هو لكم (لو 16 :11-12)
حبــّــنا لإخوتنا الفقراء
يا لعظـَمة الفقـَـراء!!
+ لقد أخطأت وخدعت نفسك إذ تحسب نفسك غنياَ في هذا العالم أنصت إلى صوت الرب في سفر الرؤيا موبخا من هم على شاكلتك توبيخات مقدسة قائلا لأنك تقول إني أنا غني و قد استغنيت و لا حاجة لي إلى شيء و لست تعلم انك أنت الشقي والبئس و فقير و أعمى و عريان. أشير عليك أن تشتري مني ذهبا مصفى بالنار لكي تستغني و ثيابا بيضا لكي تلبس فلا يظهر خزي عريتك و كحل عينيك بكحل لكي تبصر.(رؤ17:3-18)
أيها الغني اشتر لنفسك من المسيح ذهبا مصفي بالنار حتى تصير ذهبا نقيا فتحترق بنجاستك كما بنار إن غسلتها بالصدقات.
اشتر لنفسك ثيابا بيضا فتلبس ثوب المسيح الأبيض يا من تعريت منذ أدم وصرت خائفا ومخزيا.
يا من أنت غني وثري في كنيسة المسيح كحل عينيك اللتين أظلمتا بظلام السواد وتظللنا في الليل لا تران المحتاج والفقير...........
ليخجل الأغنياء من عقرهم وعدم إيمانهم فالأرملة الأرملة المحتاجة ماديا وجدت غنية في الأعمال ومع أن ما يقدم سيوزعها على الأرامل والأيتام فإن تلك التي لاق بها أن تأخذ أعطت.....
حَـول خـدمُة المسَــاكيـُن
لا تعتذر بكثرة أولادك.
قد تقول لدي أولاد كثيرون لكن كثرة أولادك يجعلك تقدم صدقات أكثر لأنك أب لوريثين كثيرين لديك كثيرين تطلب من الله لأجلهم لأجل غفران خطاياهم وتنقية ضمائرهم وتحرير أنفسهم...
وكما انه من الناحية العالمية كلما كثر أولادك ازدادت الحاجة لأجل ترفيههم هكذا في الحياة الروحية السمائية كلما ازداد عددهم ازدادت الحاجة إلى العمل من أجلهم هكذا قدم أيوب ذبائح كثيرة من أجل أولاده وقد شهد الكتاب المقدس بذلك قائلا. إن أيوب أرسل فقدسهم و بكر في الغد و اصعد محرقات على عددهم كلهم... (اي1 : 5)
فإن كنت بالحق تحب أولادك عن كنت تظهر لهم كمال حلاوة الحب الأبوي ينبغي أن يزداد تقديم الصدقات عنهم لأجل ارتباطهم بالرب..
+ إن كنت تخاف وترتعب لئلا بصنعك هذا بسخاء يتبدد ميراثك وربما تسقط في الفقر تشجع من هذه الناحية وتحرر من القلق.....
لست اضمن لك عدم احتياجك تحت مسئوليتي بل أعدك بهذا معتمدا على الإيمان بالأسفار المقدسة وتحت مسئولية الوعد الإلهي فالروح القدس تكلم على لسان سليمان قائلا. من يعطي الفقير لا يحتاج و لمن يحجب عنه عينيه لعنات كثيرة (ام28 : 27) مظهراَ أن الرحماء والذين يقدمون أعمالا صالحة لن يحتاجوا بل بالحري الذي يحتجز أمواله العقيم سوف يحتاج.
أضف على ذلك قول الرسول الطوباوي بولس الممتلئ بنعمة الوحي الإلهي والذي يقدم بذاراَ للزرع وخبزاَ للآكل سيقوم ويكثر بذاركم وينمي غلات بركم مستغنين في كل شيء (2كو10:9) وأيضا لان افتعال هذه الخدمة ليس يسد إعواز القديسين فقط بل يزيد بشكر كثير لله (2كو 9 : 12) لأنه بينما قصعد التشكرات بواسطة صلوات الفقراء من أجل عطايانا وأعمالنا تزداد ثروتنا كمكافأة من الله.
لقد راعي الرب في الإنجيل قلوب أمثال هؤلاء قائلا... فلا تهتموا قائلين ماذا نأكل أو ماذا نشرب أو ماذا نلبس فان هذه كلها تطلبها الأمم لان أباكم السماوي يعلم إنكم تحتاجون إلى هذه كلها. لكن اطلبوا أولا ملكوت الله و بره و هذه كلها تزاد لكم. (مت 6 : 33-31)
إنك تخشي فقدان عقاراتك إن بدأت تتصرف بسخاء فيها ولا تعلم أيها الإنسان البائس أنه بينما تخاف على ممتلكات عائلتك تفقد الحياة نفسها والخلاص وبينما تقلق لئلا تنقص ثروتك لا تري أنك أنت بنفسك تنقص إنك بذلك تصبح محباَ للمال أكثر من حبك لنفسك فبينما أنت تخشي من فقدان ميراثك لأجل نفسك إذ بك تهلك نفسك من أجل ميراثك لذلك حسناَ يوضح الرسول قائلا. لأننا لم ندخل العالم بشيء و واضح أننا لا نقدر أن نخرج منه بشيء. فان كان لنا قوت و كسوة فلنكتف بهما. وأما الذين يريدون أن يكونوا أغنياء فيسقطون في تجربة و فخ و شهوات كثيرة غبية ومضرة تغرق الناس في العطب و الهلاك. لان محبة المال اصل لكل الشرور الذي إذ ابتغاه قوم ضلوا عن الإيمان و طعنوا أنفسهم بأوجاع كثيرة. (اتي7:6-10)
+ هل تخشي من نقص ميراثك إن تصرفت فيها بسخاء لكن هل حدث أن عجزت موارد الإنسان البار وقد كتب الرب لا يجيع نفس الصديق (ام10: 3) فلإيليا عالته الغربان في الصحراء وقد اعد لحم من السماء لدانيال وهو في الجب وأنت هل تخشي من احتياجك للطعام رغم شهادة الرب نفسه في الإنجيل وتوبيخه للمرتابين وقليل الإيمان قائلا. انظروا إلى طيور السماء أنها لا تزرع و لا تحصد و لا تجمع إلى مخازن و أبوكم السماوي يقوتها ألستم انتم بالحري أفضل منها(مت 6 : 26)
إن كان الله يطعم الطيور ويقدم للعصافير القوت اليومي ولا يترك المخلوقات التي ليس له أي أحساس بالأمور الإلهية تحتاج من جهة مشرب أو مأكل فهل يمكن أن يترك إنسانا مسيحياَ أو خادم الرب أو من أعطي له أن يدرك الأعمال الصالحة أو كمن هو عزيز عند ربه هل يمكن أن يتركه في عوز!
+ ما هو عمل القلب غير المؤمن في منزل الإيمان!
لماذا يدعي من لم يثق تماماً في المسيح مسيحياَ! إن اسم فريسي أنسب له لنه عندما كان الرب يتحدث عن الصدقة في الإنجيل حاثاً إيانا أن نكون لنا أصدقاء بواسطة ربحنا الأرضي أي بتقدم الأعمال الصالحة لهؤلاء الذين سيقبلوننا في المظال الأبدية أضاف الكتاب المقدس و كان الفريسيون أيضا يسمعون هذا كله و هم محبون للمال فاستهزأوا به (لو 16 : 14)
إننا نري في الكنيسة الآن أمثال هؤلاء الفريسين الذين سدوا آذانهم وأظلمت عيونهم عن أن تري أي ضوء روحي أو تسمع تحذيرات خاصة بالخلاص فلا نعجب إن تري أي ضوء روحي أو تسمع تحذيرات خاصة بالخلاص فلا نعجب إن احتقروا الخادم (الذي يتكلم عن الصدقة) لأن أمثالهم استهزأوا بالرب نفسه.
+ إنك أسير للمال وعبد له إنك مقيد برباطات وسلاسل محبة المال أنت الذي حلك المسيح من القيود مرة عدت إلى قيود أثقل.
إنك تحظ أموالك وبحفظك لها لا تحفظ هي نفسك.
إنك تحزن الميراث الذي يثقل كتفيك بثقله ولا تذكر إجابة الرب للغني الذي افتخر متهللا بوفرة محصوله العظيم يا غبي هذه الليلة تطلب نفسك منك فهذه التي أعددتها لمن تكون! (لو 12 : 20) لماذا تجمع ميراثك لأجل عقابك فبكونك غنياَ في هذا العالم تصير فقيراَ عند الله! قاسم الر إلهك في عائدك شارك المسيح في أرباحك أعط للسيد المسيح نصيباَ في ممتلكاتك الأرضية فيجعلك شريكا معه في ميراثه في ملكوته السماوي.
لا تخف على مستقبل أولادك.
+ أيها الأحباء الأعزاء ليته لا يمتنع المسيحي عن صنع الخير والبر متخيلا أنه يمكن أن يعفي من ذلك لأجل فائدة أولاده إذ علمنا وحذرنا قائلا. من أحب أبا أو أما أكثر مني فلا يستحقني و من أحب ابنا أو ابنة أكثر مني فلا يستحقني (مت 10 : 37) لأنه إن أحببنا الرب من كل القلب ينبغي ألا تفضل عنه حتى الآباء أو الأنباء وهذا ما سجله يوحنا في رسالته بان غير الراغبين في أعطاء الفقير ليس فيهم حب الله وأما من كان له معيشة العالم و نظر أخاه محتاجا و أغلق أحشاءه عنه فكيف تثبت محبة الله فيه (1يو 3 : 17) وإن كان بالصدقات التي تقدمها للفقراء تفترض الرب وعندما تعطي الأصاغر نقدم للمسيح فإنه لا يوجد موضع لتفضيل الأمور الزمنية على السمائية والأشياء البشرية عن الإلهية.
هكذا فإن الأرملة التي ذكرت في سفر الملوك الثالث عندما امتنع المطر وحدثت المجاعة وقد استنفذت كل ما لديها كانت عازمة أن تعمل بالدقيق والزيت المتبقي كعكة على القش وبعد ذلك تموت مع أطفالها فجاءها إيليا وسألها أن تقدم له هو أولا ما يأكله وما يتبقى بعد ذلك تأكل منه هي وأطفالها لم تتردد في طاعته ولا فضلت أولادها عن إيليا أثناء جوعها وفقؤها لقد صنعت في نظر الله أمراَ يبهجه لذلك استجاب بسرعة وبسخاء فهي لم تقدم كمية عظيمة لكنها فدمت الكثير من القليل قدمت طعاماَ له قبل أن تقدمه لأولادها الجائعين.
إنها لم تحرم أولادها مما قدمته لإيليا بل بالحري فضلت ما قدمته عطفاَ وشفقة عن أولادها.....رغم أنها لم تكن قد سمعت حتى تلك اللحظة عن المسيح ولا وصاياه ولم تكن قد تخلصت بصليبه وآلامه... من هذا يظهر ثقل خطايا اللذين في الكنيسة وقد فضلوا أنفسهم وأولادهم عن المسيح محتفظين بثروتهم دون أن يساهموا بنصيب وافر لفقر المحتاجين
+ ينبغي عليك أن تجعل الله الأبدي غير المتغير أبا لأولادك الروحيين سلمه ثروتك التي تريد أن تدخرها لهم اجعله حارسا عليهم وضامنا ومحافظا عليهم بقدوته الإلهية ضد مصائب الزمن بذلك تمد ورثتك الأعزاء بتطوييات المستقبل هذا ما تمليه عليك العاطفة الأبوية لجل الاعتناء بمستقبل وارثيك معتمدا على قول الكتاب كنت فتى والآن شخت و لم أر صديقا تخلي عنه و لا ذرية له تلتمس خبزا (مز 37 : 25) وقوله الصديق يسلك بكماله طوبي لبنيه بعده(أم 7:20)
حبــّــناِ للأقــــــُـرَباء
صفات الآباء المحبيُن
1- محبة أم لأبنها البطريرك.
جاء عن أحد بطاركة الإسكندرية أنه بعد ما رسم بطريركاَ أراد أن يزور والدته فلما دخل المنزل رأي والدته تعزل ولا تبالي بمجيئه وعندئذ بدأ يسألها أما تعرفينني إنني ابنك فأجابته بأنها تعرفه ولذلك فهي حزينة وأنها كانت تود أن تراه محمولا على نعش من أن يدخل إليها هكذا لأنه أولا كان مسئولا عن نفسه أم الآن فهو مسئول عن كل إنسان من الشعب فأخذ يبكي لما سمع إجابتها وبدأ يرعى رعية المسيح في خوف الله متذكرا كلمات أمه هذه يا له من حب حقيقي لا مظهري!!
2- محبة الشهداء لأولادهم.
برع الشهداء في إعلان حبهم الحقيقي لأبنائهم فمن الشهيدات من كن يرفض الاستشهاد حتى يرون أولادهن يستشهدن أمامهن لكيلا يدخلن السماء في حين أولادهن ينشأن في تربية وثنية فلا يوجد من يعلمهم وبالتالي يحرموا من دخول الحياة الأبدية.
3- محبة طوبيا لأبنه.
تظهر محبته لأبنه في الوصايا التي أوصاه بها رغم الضيقات التي حلت به (بالوالد)
+ أنك لا تليق أن تكون أبا فأنت خائن ما لم تهتم بإرشاد أولادك ما لم تهتم بحفظهم في الإيمان التقوى يا من تحرص على ممتلكاتهم الأرضية أكثر من حرصك على ممتلكاتهم السمائية فتوصيهم بالشيطان لا بالمسيح وبذلك تخطئ خطيئتين وترتكب جريمة مزدوجة بأنك لم تمد أولادك بمعونة الله أبيهم وبتعليمك لهم أن يحبوا ممتلكاتهم أكثر من المسيح.
الأحرى بك أن تكون أبا كطوبيا أوص ابنك كما أوصي طوبيا ابنه قائلا اسمعوا يا بني لأبيكم اعبدوا الرب بحق و ابتغوا عمل مرضاته وأوصوا بنيكم بعمل العدل و الصدقات و أن يذكروا الله و يباركوه كل حين بالحق و بكل طاقاتهم (طوبيا 14 : 10-11) وقوله و أنت فليكن الله في قلبك جميع أيام حياتك و احذر أن ترضى بالخطيئة و تتعدى وصايا الرب إلهنا. تصدق من مالك و لا تحول وجهك عن فقير و حينئذ فوجه الرب لا يحول عنك. كن رحيما على قدر طاقتك. أن كان لك كثير فابذل كثيرا و أن كان لك قليل فاجتهد أن تبذل القليل عن نفس طيبة. فانك تدخر لك ثوابا جميلا إلى يوم الضرورة. لان الصدقة تنجي من كل خطيئة و من الموت و لا تدع النفس تصير إلى الظلمة. احذر لنفسك يا بني من كل زنى.........(طو5:4-الخ)
صفات الأبناء المحبيُن
+ ينبغي على كل شخص أن يهتم بخاصته بالأخص المؤمنين.
يقول الرسول في رسالته الأولي إلى تيموثاوس وان كان احد لا يعتني بخاصته و لاسيما أهل بيته فقد أنكر الإيمان و هو شر من غير المؤمن (1تي 5 : وفي نفس الموضوع جاء في أشعياء أليس أن تكسر للجائع خبزك وأن تدخل المساكين التائهين إلى بيتك (اش58 : 7)
علامات حبــّــنا للأقرباء
علاج الغضــبُ
4- لا تتسرع في الرد.
الصمت هو لغة السمائين أما اللغات البشرية فهي لغة العالم لذلك قيل كثرة الكلام لا تخلو من معصية لهذا يعلمنا ابن سيراخ ألا نتسرع في الإجابة على الآخرين قائلا. قلوب الحمقى في أفواههم و أفواه الحكماء في قلوبهم (سيراخ 21 : 29) بمعني أن الجهلاء يجعلون قلوبهم خاضعة لألسنتهم فيرضي بكل ما يتسرع به اللسان أما الحكيم فما يتكلم علي لسانه إلا ما يقبله قلبه .
والطبيعة نفسها علمتنا عدم التكلم إلا بعد استشارة القلب فجعلت للسان بابين هما الأسنان والشفاه بعكس الأذن إذ هي مفتوحة دائما. إذا يا أخوتي الأحباء ليكن كل إنسان مسرعا في الاستماع مبطئا في التكلم مبطئا في الغضب (يع 1 : 19)
+ كما أن الرجل العفيف ما يأكله إلى معدته إلا بعد مضغه في فمه هكذا الإنسان الحكيم المفرز فإنه لا يخرج كلمة من فيه إلا بعدما ينتقدها في قلبه لن الخصومات من شأنها في غالب الأوقات أن تبرز من الكلام غير الموزون وغير المنتقد (في الداخل)
عَــدم الحسَـد
+ هناك أمور كثيرة ينبغي أن تأخذها في الاعتبار فكر في الفردوس الذي لم يدخله قايين الذي بالحسد قتل أخاه فكر في ملكوت السموات الذي لا يسمح الله بدخوله إلا لذوي القلب الواحد والفكر الواحد أذكر أن صانعي السلام أبناء الله يدعون هؤلاء الذين بالميلاد ألسمائي والشريعة الإلهية قد صاروا واحداَ وصاروا شبه الله.......
اعلم أن عين الله تراقبنا وأن الله نفسه بنظراته متتبع لتصرفاتنا وحياتنا ويحكم حتى أننا في النهاية نستطيع أن ننال التمتع به فإن أبهجنا الذي يرانا بأعمالنا الآن إن أظهرنا له أننا نستحق رضاه ولطفه إن جعلناه يسر بنا ونحن في العالم فإنه سيسر بنا دائما في ملكوته.
خطورة الحسد.
( 1 ) استهتارنا به.
الحسد شرارة صغيرة يحتقرها الكثيرون لك خسائره فادحة أو جرح مخفي يزدري به الإنسان فيفسد الجسد كله.........لذلك ينبهنا سليمان الحكيم قائلا.. حياة الجسد هدوء القلب و نخر العظام الحسد (ام14 : 30)
+ أيها الأخ المحبوب إن حسدك لما هو خير وغيرتك ممن هم أفضل منك يبدوان في نظر البعض كما لو كانا خطأ تافها وطفيفا وإذ ينظر إليه (الحسد) كم لو كانا تافها وليس ذي قيمة لا يخشى منه وإذ لا يخشى منه يستهان به وإذ يستهان به يصعب تحاشيه ولهذا فإن الحسد ضرر مظالم وخفي فإذ لا ندركه هكذا بأنه ينبغي على الحكيم أن يتحاشاه يتسرب خفية إلى العقل غير الحذر ويجعله مضطربا.
أضف إلى هذا أن الرب أمرنا أن نكون حكماء وأوصانا أن الحذر نلاحظ باهتمام بالغ لئلا يتسرب ذلك العدو الذي يقف متربصنا دائما فيزحف خفية إلى صدورنا ويشمل من الشرارات لهيبا ويضخم الأمور الصغيرة وهكذا بينما نستنشق الهواء اللطيف والنسيم الناعم بلا حذر إذ بالعواصف والزوابع تهب متعمل عل إفساد الإيمان وتدمير الخلاص والحياة.
لهذا ينبغي علينا أيها الأخ الحبيب أن نكون حذرين متسلحين بكل القوي مراقبين بدقة كاملة حتى نطرد العدو الثائر الذي يصوب أسهمه إلى كل جزء من أجزاء جسدنا الذي يمكن أن يضرب أو يجرح وذلك كما يحذرنا الرسول بطرس ويعلمنا في رسالته قائلا. اصحوا و اسهروا لان إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمسا من يبتلعه هو (1بط 5 :
+ ..... ولو نظر أي إنسان بدقة إلى (سهام الحسد) فإنه سيجد بأنه ليس هناك ما ينبغي أن يحذر منه ويراعيه أكثر من أن يؤخذ أسيراَ بواسطة الحد والحقد فليس أحد يسقط في الإشراك الخفية للعدو الخبيث بحيث يرتد من الحسد إلى الكراهية إلا ويهلك بسيفه هو شخصيا بدون أن يعلم.
+ الضرر يكون تافها والخطر بسيطا عندما تجرح الأطراف بسيف فيكون الشفاه عينا مادام الجرح واضحا ويستخدم الدواء فالقرحة التي تري يمكن علاجها بسهولة أما جراحات الحاسدين فهي مخفية وسرية ولا تقبل علاجاَ لشفائها فتغلق على نفسها آلام مخفيا داخل مكامن الضمير.
( 2 ) اسقط الملائكة.
+ منذ بداية العالم كان الشيطان هو أول من أهلك نفسه ودمر الآخرين لقد انكسر بالغيرة مع الحسد المملوء ضغينة ذاك الذي كان في العظمة الملائكية مقبولا أمام الله ومحبوبا عنده.
إنه لم يرشق الآخرين بغريزة الغيرة قبل أن يرشق نفسه بها ولا بالأسر قبل أن يؤسر ولا بالدمار قبل أن يهلك وفي إغرائه بالغيرة أفقد الإنسان نعمة الخلود الموهوبة له وهو نفسه فقد تلك التي كانت له سابقاَ.
يا لها من شرور عظيمة أيها الإخوة الأحباء فقد أسقطت الملاك وأزالت مجد عظيم وبهي فتلك التي خدع بها الآخرون هو نفسه بها خدع!!
5- ينزع السلام الداخلي.
إن كان في الحسد معاداة لله ذاته فكيف يمكن أن يسكن في القلب سلاما!
+ مثل هؤلاء لا يهناون بطعام أو يتمتعون بشراب إنهم على الدوام يتأوهون ويتنهدون ويحزنون فطالما لا يطرد الحسد يتمزق قلبه نهاراَ وليلا بلا انقطاع.
كل الشرور لها حدود وكل خطأ ينتهي بارتكاب الجريمة فالزاني تنتهي معصيته عند حد ارتكاب التعدي واللص تقف جريمته عندما يقتل والسالب يضع حدا لجشعه والمخادع يضع نهاية لغشه أما الحسد فليست له حدود إنه شر يعمل على الدوام وخطية ليس لها نهاية.
+ الحسد ثار على الأرض حتى يطيع الإنسان الذي يفسد بواسطته للشيطان مصدر هلاكه مقلدا إياه في حسده كما هو مكتوب بحسد إبليس دخل الموت إلى العالم.(الحكمة24:2)
+ أضف إلى ذلك عندما كان الرسول ينصح بأن الإنسان الذي امتلأ بالروح القدس وصار ابنا له بالميلاد السماوي ينبغي عليه ألا يراعي سوي الأمور الروحية و السمائية الأمور التي ذكرها قائلا. وأنا أيها الأخوة لم استطع أن أكلمكم كروحيين بل كجسديين كأطفال في المسيح. سقيتكم لبنا لا طعاما لأنكم لم تكونوا بعد تستطيعون بل الآن أيضا لا تستطيعون. لأنكم بعد جسديون فانه إذ فيكم حسد و خصام و انشقاق ألستم جسديين و تسلكون بحسب البشر. (1كو1:3-3)
ينبغي أن تتحطم الرذائل والخطايا الجسدانية أيها الأخوة الأحباء ويداس الجسد الأرضي تحت الأقدام بالهمة الروحية لئلا عندما نرتد إلى الإنسان العتيق نسقط في أفخاخ مميتة كما يقول الرسول. فإذا أيها الأخوة نحن مديونون ليس للجسد لنعيش حسب الجسد. لأنه أن عشتم حسب الجسد فستموتون و لكن أن كنتم بالروح تميتون أعمال الجسد فستحيون. لان كل الذين ينقادون بروح الله فأولئك هم أبناء الله. (رو12:8-14) فإن كنا أولاد الله وقد أعدنا لنكون هياكل له وحصلنا على الروح القدس فلنعيش قديسين روحانيين إن كنا قد رفعنا أعينا من الأرض إلى السماء إن كنا رفعنا قلوبنا مملوءة بالله (الأب) والمسيح إلى الأشياء العالية السمائية فلا نصنع شيئا لا يليق بالله كما يوصينا الرسول إن كنتم قد قمتم مع المسيح فاطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين الله. اهتموا بما فوق لا بما على الأرض. لأنكم قد متم و حياتكم مستترة مع المسيح في الله. متى اظهر المسيح حياتنا فحينئذ تظهرون انتم أيضا معه في المجد(كو1:3-4) دعنا نحن الذين في المعمودية قد متنا ودفنا بخصوص الخطايا الجسدية فلإنسان العتيق والذي قام ثانية مع المسيح في ولادة ثانية أن نفكر ونصنع ما يخص المسيح ولا يمكنا أن نظهر بالصورة السمائية ما لم نعد لأخذ شبه المسيح.
+ ألم يهلك اليهود بسبب الحسد إذ آثروا حسدهم للمسيح عن الإيمان به!
حاطين من قدر العمال العظيمة التي صنعها مخدوعين بالغيرة العمياء حتى أنهم لم يستطيعوا أن يفتحوا عيون قلوبهم الأمور الإلهية.
+ وبالاختصار دخلت الكراهية الأولي إلى الإخوة الجديدة حتى قتل الإخوة الممقوت إذ حسد قايين هابيل البار........ فإذ تسيطر ثورة الحسد على الشرير لا يمكنه أن بأخذي في اعتباره لا حبه لأخيه ولا جسامة الخطية ولا الخوف من الله ولا عقاب الخطية لقد ضرب بعدم البر ذاك الذي أظهر أولا البر وحمل الكراهية ذاك الذي لم يعرف كيف يكره.......وعداوة عيسو لأخيه يعقوب نبعت عن الغيرة أيضا فإذ نال الأخير بركة أبيه فإنه يجمرة الغيرة التهب الأول متتبعا أخاه بالكراهية.
ويوسف باعه إخوته بسبب الحسد.........
علاوة على ذلك فقد كره شاول الملك داود مقتفيا آثاره مرارا لقتله رغم براءته وشفقته ورزانته ووداعته فما الذي أثاره سوي شوكة الحسد.......
+ علاوة على هذا فإنه لا يستطيع إنسان ما أن يجد أساساَ به يفترض أن شرا كهذا يمكن أن يحد فليس شكل واحد أو يقاوم بحدود مختصرة في تخم ضيق فضرر الحسد كثير الأشكال مضاعف الثمر واسع جدا.
إنه جذر لكل الشرور وينبوع كل المصائب ومربي كل الجرائم ومادة لكل المعاصي.
فهنا تنشأ الكراهية فينتج الحقد.
الحسد يلهب محبة المال فلا يقنع الإنسان بما عنده بينما يري الآخر غنيا..........
الحسد يجعل الوصايا مظلمة ويخضع مراكز العقل الخفية تحت سلطانه فيحتقر خوف الله ويهمل تعاليم المسيح ولا ينتظر يوم الدينونة وبالكبرياء ينتفخ وبالقسوة يمرر على الآخرين وبعدم الإيمان يراوغ وبعدم الصبر يهيج وبالخصام يثور وبالغضب يزيد الهياج فمن يخضع لأي سلطان أجنبي لا يقدر أن يقاوم أو يتحكم في نفسه.
بالحسد يكسر رباط السلام الذي لربنا ويتعدى على المحبة الأخوية ويغش الحق ويكسر الوحدة ويسقط البشر في البدع والانشقاقات عندما يزدرون بالكهنة أو يحسدون الأساقفة فيشتكي الإنسان بأنه ألم يكن هو أحق بان توضع عليه الأيدي منهم! أو مستنكفا من أن يوجد من يكون أعلي منه.
الحسد يضر الحاسد ويفيد المحسود.
أساء العامة فهم معني كلمة ( الحسد) فطنوا أنه يعمي أن يراه آخر في خير فيحسده على الخير (صحة - أولاد..........) فيزول الخير كأن الحسد يصيب المحسود لا الحاسد وقد رأينا أن الحسد هو ميل في قلب الحاسد نحو هلاك المحسود ولكن ليس لهذا الميل قوة على هلاك المحسود بل الحاسد إذ يحرمه من السلام الداخلي يبقي نهاره وليله متذمراَ حاقدا يطلب هلاك الآخرين يقف قلبه على النمو أو التقدم يعجز عن الصلاة يفقد صحة الروحية والنفسية والجسدية أيضا..........
لكن قد يحدث أن يصيب المحسود شراَ هذا يبرره الفكر الشيطاني أنه بسبب الحسد العين الحاسدة لكننا نؤمن أن شعرة واحدة من رؤوسنا لا تسقط بدون إذن أبينا. فإن حدثت خسارة لا نبررها بالحسد بل هي بسماح من الله لخيرنا فالشيطان حسد أيوب لكن لم يكن في سلطانه أن يقترب إليه أو إلى أولاده أو ممتلكاته لو لم ينال إذنا من الله لذلك لا نخف من حسد الآخرين لك بل بالحري خف من حسدك للآخرين لأن هذا يفقدك الحياة.
+ إنك لست عدوا لأي كائن ما أكثر من عداوتك لنفسك فأي إنسان تتعقبه بالحسد يمكنه الهروب منك وأما أنت فكيف تهرب من نفسك! فحيثما كنت يكون الخصم معك عدوك يكون دائما في صدرك ضررك يكون مغلقا عليه داخلك ستربط وتقيد بأغلال لا يمكنك التخلص منها إنك أسير لظلم الحسد فلا يمكن لأي تعزية أن تساعدك........... إن الحسد بلية بلا علاج بها يكره الإنسان السعادة.
شارك المحسود في خيره بحبك له.
إن آتاك فكر الحسد نحو إنسان ناجح صلي لكي يعطيه الرب نجاحاَ أكثر ويهبك أنت تقدما أي حول الحسد إلى غيره وإن لم تستطيع أن تتقدم مثله أرتبط معه برباط الحب فتصران واحداَ ويصير نجاحه نجاحا لك.. بل يكفيك أنك نجحت بالمسيح يسوع في المحبة.
+ داو نفسك بالتي كانت هي الداء أجبب أولئك الذين سبق أن كرهتم أكرم الذين حسدتهم فاحتقرتهم ظلماَ امتثل بالصالحين عن استطعت أن تتبعهم أما إن عجزت عن اقتناء آثارهم فعلي الأقل افرح بهم وهنئ من هم أفضل منك اجعل لك نصيباَ معهم في رابطة الحب الذي يوحدكم اجعل نفسك شريكا لهم في تحالف المحبة ورباط الإخوة فإن أفكارك وأعمالك توجهها السماء عندما تهتم بالبر والأمور الإلهية كما هو مكتوب دع قلب الإنسان يفكر في البر فخطواته يوجهها الرب.
+ أضف إلى ذلك أنه لا يجوز لنا أن نسبق بالحكم مادام الرب نفسه هو الديان اللهم إلا إذا كان سيصادق على ما قد حكمنا به الآن على الخطاة إذا وجد بعد ذلك توبة صادقة وكاملة منهم. إن خدعنا
صلو من اجلى
سر الميرون
+ من أعتمد ينبغي أن يمسح أيضاً لكي يصير بواسطة المسحة ممسوحاً لله ويأخذ نعمة المسيح.
+ (عن الهراطقة) لأنهم لا يستطيعون أن يتقدسوا تماماً ويصيروا أبناء الله بدون إعادة السرين.
يطعمنا جسد الرب ويسقينا دمه.
+ فخبز الحياة هو المسيح . وهذا الخبز ليس لأي كان . إنما هو لنا ، هو خبزنا!
وكما ندعو الله أبانا ، لأنه أبو المؤمنين ، فهكذا ندعو المسيح خبزنا لنه خبز من يتحدون بجسده.
+ نطلب الحصول على هذا الخبز كل يوم . ولكن يجب علينا نحن الذي نقبل الخبز المقدس يومياً ، غذاء خلاصياً ، ألا ننفصل عن المسيح بذنب كبير يحرمنا من أن نكون مع الآخرين لنا نصيب في هذا الخبز السماوي(أنا هو الخبز الحي الذي نزل من السماء . إن أكل أحد من هذا الخبز يحيا غلي الأبد . والخبز الذي أنا سأعطية هو جسدي الذي سأبذلة عن حياة العالم "يو51:6") .
ففي تصريحه بأن من يأكل من هذا الخبز يحيا إلي الأبد . دليل على دوام الحياة لمن يتحد بجسده ويتناول القربان المقدس تناولاً لائقاً.
حول سر الأفخارستيا.
نبوات عن الأفخارستيا
+ مرة أخري ، نجد في الكاهن العظيم ملكي صادق(تك18:14) رمزاً أخراً بخصوص سر ذبيحة الرب ، كما يشهد الكتاب الإلهي حيث يقول (وملكي صادق ملك شاليم أخرج خبزاً وخمراً "تك18:14) لقد كان (كاهناً لله العلي) وقد بارك إبراهيم.
أما عن كون ملكي صادق رمزاً للمسيح ، فهذا ما يعلنه الروح القدس في المزامير ، متكلماً كما من الأب نحو الابن(... أنت كاهن إلي الأبد على رتبة ملكي صادق "مز4:110") .
كان هذا الطقس بالتأكيد مستمداً من هذه الذبيحة ... فإذا كان ملكي صادق كاهن الله العلي ، قدم خبزاً وخمراً ، وفي هذا بارك إبراهيم.
لأنه من هو كاهن الله العلي (بحق) مثل ربنا يسوع المسيح ، الذي قدم ذبيحة لله الأب ، قدم ما قدمه ملكي صادق ، أي خبزاً وخمراً ، أي جسده ودمه!
والبركة التي أعطيت لإبراهيم قد استمرت في المسيحيين . لأنه إن كان إبراهيم قد آمن بالله (فحسب له براً) "تك6:15". فكل من يؤمن بالله ويحيا بالإيمان يحسب له براً ... ويحسب مبرراً ومطوباً في إيمان إبراهيم ، كما يعرفنا الرسول بولس قائلاً (أمن إبراهيم بالله فحسب براً "غلا6:3") . والآن فأنتم إذ تؤمنون تحسون أولاداً لإبراهيم . وقد سبق فرأي الكتاب المقدس فرأي أن الأمم يتبررون بالإيمان فتنبأ لإبراهيم أن فيه يتبارك جميع الأمم) "غلا6:3- .
لذلك فإن مباركة إبراهيم بواسطة الكاهن ملكي صادق الواردة في سفر التكوين ، فإنها سبق أن أعلنت كمثال لتقدمة المسيح التي هي من خبز وخمر وإذ كمل الرب المثال وأتمه ، قدم خبزاً ومزج الكأس من خمر ...
وأيضاً سبق فأعلن الروح القدس خلال سليمان مثالاً ذبيحة الرب ، متكلماً عن فدية مذبوحة ، مكونه من خبز وخمر ... قائلاً (الحكمة بنت بيتها . نحتت أعمدتها السبعة . ذبحت ذبحها فرحت خمرها . أيضاً رتبت مائدتها . أرسلت جواريها تنادي على ظهور أعالي المدينة. من هو جاهل فليمل إلي هنا والناقص الفهم قالت له (... هلموا كلوا من طعامي واشربوا من الخمر التي مزجتها)"أم1:9-5". لقد أوضح لنا أنها مزجت خمراً . بمعني أنه تنبأ بالصوت النبوي أن كأس الرب تمزج من خمر وماء ، ليظهر أن ما يري يتحقق في ألام الرب.
+ هذا أيضاً قد رمز له في مباركة يهوذا ، الذي فيه أيضاً وضع أمامنا مثالاً للمسيح.
إنه يتقبل حمداً وسجوداً من أخوته (تك8:49) حتى يضع يده على قفا أعدائه (الشياطين) الذين يهربون من أمامه صانعاً هذا بيديه اللتين حمل بهما الصليب ، هازماً الموت ، إذ هو أسد سبط يهوذا ورجاء للأمم . ويضيف الكتاب إلي هذا قائلاً (غسل بالخمر لباسه وبدم العنب ثوبه)"تك8:49-11". وعندما يذكر دم العنب ، ماذا يعلن لنا سوي خمر كأس دم المسيح!
+ وأيضاً في سفر أشعياء يشهد الروح القدس عن نفس الأمر بخصوص آلام الرب قائلاً(ما بال لباسك محمر وثيابك كدائس المعصرة)"أش3،2:62") .
هل يمكن للماء أن يجعل اللباس أحمراً! وهل الماء يداس بالأقدام أو يداس في المعصرة!
بلا شك أنه يشير إلي الخمر ، وهذه قد جاءت لكي نفهم منها خمر دم الرب وحتى تظهر بعد ذلك منظورة في كأس الرب ، التي تنبأت عنها أصوات الأنبياء مبشرة. لقد تحدث عن العنب المداس والخمر المضغوط ، لأنه لا يمكن أن نأخذ خمراً للشرب ما لم يداس العنب ويعصر ، هكذا لا نشرب دم المسيح ما لملا يداس العنب ويعصر ، هكذا لا نشرب دم المسيح لو لم يهرق دمه أولاً ...
دماء وماء
+ المسيح يحملنا نحن جميعاً ، إذ هو يحمل خطايانا.
ونحن نعلم أن الماء يفهم منه (المسيحيون)"رؤ15:17". والخمر يظهر دم المسيح . ولكن في الكأس إذ يمتزج الماء بالخمر ، فإن الشعب يتحد بالمسيح ، وتتحد جموع المؤمنين معاً ويصيرون واحداً بذاك الذي يؤمنون به.
هذا الارتباط والوحدة تتم بين الماء والخمر الممتزجان في كأس الرب ، ولا ينفصلان عن بعضهما البعض . هكذا لا يقدر شيء ما أن يفصل الكنيسة عن المسيح ، لأن حبها غير منقسم...
وأقصد بالكنيسة ، شعبها الذي يثابر بإيمان وثبات. وهكذا لا يقدم في تقديس كأس الرب والماء وحده ولا الخمر وحده يكون دم المسيح حالا بدوننا . ولو قدم الماء وحده ، يحضر الشعب بغير المسيح. ولكن إذ يمتزج الأثنان معاً ويرتبط كل بالأخر في وحده كاملة ، فإن السر السماوي الروحي يكون كاملاً.
لهذا فإن كأس الرب ليست ماء فحسب ، ولا خمر وحده ، بل يمتزج الأثنان معاً.
وهكذا أيضاً جسد الرب لا يكون من الحنطة وحدها أو الماء وحده ، بل يضاف الأثنان إلي بعضهما البعض ويتحدان ويكونان خبزاً واحداً.
وفي هذا السر يظهر شفيعاً واحداً . فإنه وإن كانت حبوب القمح كثيرة لكنها تتجمع معاً وتطحن وتمزج وتصير خبزه واحدة.
ليتنا نتعلم أنه في المسيح الذي هو الخبز السماوي ، يوجد جسد واحد ، الذي فيه يتحد الكل ويصير الكل واحداً ...
( أقوال القديس كبريانس )
حبــّــنا لإخوتنا الفقراء
بركات العطــَـاء
+ الروح القديس يتكلم في الأسفار قائلا بالرحمة والحق (الإيمان) يستر الإثم (أم6:16) أضف إلى ذلك قوله أيضا كما أن الماء تطفئ النار كذلك الصدقة تخمد الذنوب (سيراخ3:30) هنا أيضا قد ظهر الأمر وتبرهن أنه إذ بماء جرن النجاة (المعمودية) تطفئ نار جهنم هكذا بالصدقات وأعمال البر يخمد لهيب الخطايا ولأنه في المعمودية توهب مغفرة الخطايا مرة واحدة للجميع فإن العمل المستمر الذي بلا انقطاع تابعا مثال المعمودية يهب مراحم الله مرة أخري.
وقد علمنا الرب بهذا أيضا في الإنجيل لأنه عند أشير للتلاميذ بأنهم يأكلون بدون غسل أيديهم أجاب قائلا الذي صنع الخارج صنع الداخل ايضا بل اعطوا ما عندكم صدقة فهوذا كل شيء يكون نقيا لكم (لو 11 : 40 -41) عن المعلم الحنون يعلمنا ويحثنا على العطف وإذ هو يبحث عن خلاص أولئك الذين قدم عنهم تضحية عظيمة هكذا اشار أيضا عن أولئك الذين بعد ما نالوا المعمودية صنعوا الخطية يمكنهم أن يتطهروا من جديد.
ليتنا أيها الأحباء الأعزاء نعرف تلك العطية الجيدة التي لرحمة الإلهية نحن الذين لا يمكن أن نوجد بلا جراجات من جهة الضمير ليتنا نشفي جراحاتنا بأدوية روحية مطهرة غاسلة للخطايا ليته لا يتملق الإنسان ذاته متوهما أن قلبه نقي مختون معتمدا على بره الذاتي حاسبا أن جراحاته إلي محتاجة إلى دواء بينما كتب من يقول إني زكيت قلبي تطهرت من خطيتي (ام20 : 9) وجاء في رسالة يوحنا أن قلنا انه ليس لنا خطية نضل أنفسنا و ليس الحق فينا (1يو 1 : فإن كان لا يوجد إنسان بلا خطية ومن يقول أنه بلا خطأ يكون متكبرا أو غبياَ ذلك نحن في احتياج لا تزال توجد جروح فيمن تم شفاؤهم لذلك أعطيت أدوية حتى بعد الشفاء لكي تعالج الجروح التي تستجد أيها الأحباء الأعزاء إن النصائح الإلهية في الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد لم تكف ولم تهدأ عن حث شعب الله دائما وفي كل موضع لفعل أعمال الرحمة.
لقد أمر الله أشعياء قائلا ناد بصوت عال لا تمسك ارفع صوتك كبوق و اخبر شعبي بتعديهم و بيت يعقوب بخطاياهم (أش 58 : 1) ولما أوصي بأن خطاياهم صارت عليهم وأن سخطه قد اشتد على خطاياهم قال إنه ليس بالتوسلات أو الصلوات أو الأصوام يمكنهم التفكير عنها ولا بالمسوح والرماد يسترضوا غضبه لمنه أظهر لهم في النهاية أنه يمكن أن يعفو الله عنهم بالصدقات وحدها قائلا و إياي يطلبون يوما فيوما و يسرون بمعرفة طرقي كأمة عملت برا و لم تترك قضاء إلهها ... يسرون بالتقرب إلى الله. يقولون لماذا صمنا و لم تنظر ذللنا أنفسنا و لم تلاحظ ..... ها أنكم للخصومة و النزاع تصومون و لتضربوا بلكمة الشر لستم تصومون كما اليوم لتسميع صوتكم في العلاء. أمثل هذا يكون صوم اختاره يوما يذلل الإنسان فيه نفسه يحني كالأسلة رأسه و يفرش تحته مسحا و رمادا هل تسمي هذا صوما و يوما مقبولا للرب. أليس هذا صوما اختاره حل قيود الشر فك عقد النير و إطلاق المسحوقين أحرارا و قطع كل نير. أليس أن تكسر للجائع خبزك و أن تدخل المساكين التائهين إلى بيتك إذا رأيت عريانا أن تكسوه و أن لا تتغاضى عن لحمك. حينئذ ينفجر مثل الصبح نورك و تنبت صحتك سريعا و يسير برك أمامك و مجد الرب يجمع ساقتك. حينئذ تدعو فيجيب الرب تستغيث فيقول هأنذا.... (أش2:58-9)
إن العلاج لاستعطاف الله قد أعطي لنا في كلمات الله نفسه فالتعاليم الإلهية تعلم الخطاة تعلم الخطاة ما ينبغي عليهم أن يفعلوه...........
لأن من لا يرحم لا يستحق مراحم الله ولا يتحصل على أي نصيب من العطف الإلهي بصلواته من ليس لديه إنسانية نحو طلبات الفقير هذا ما أعلته الروح القدس في المزامير وبرهن عليه قائلا طوبى للذي ينظر إلى المسكين في يوم الشر ينجيه الرب (مز 41 : 1) تذكر أي الوصايا قدمها دانيال لنبوخذ نصر الملك عندما كان قلقا وخائفاَ من الحلم الخطير.................. (دا4 : 27)
وروفائيل الملاك يشهد بذلك ويحث على أن تعطي الصدقة باختيار وسخاه قائلا الصلاة جيدة مع الصوم والصدقة لان الصدقة تنجي من الموت وتطهر من الذنوب (طوبيا12 : 8-9) إنه يظهر بأن
توسلاتنا تصير فعالة بالصدقة والحياة بها تصير بلا خطر والروح تتخلص من الموت.
+ وبالاختصار دعا الرب أولئك الذين يراهم يساعدون الفقراء ويعولونهم بأنهم أولاد إبراهيم لأنه عندما قال زكا ها أنا يارب أعطي نصف أموالي للمساكين وإن كنت قد رشيت بأحد أرد أربعة أضعاف أجابه يسوع قائلا. اليوم حصل خلاص لهذا البيت إذ هو أيضا ابن إبراهيم (لو 19 : 8-9) فإن كان إبراهيم آمن بالله فحسب له برا فمن يعطي الصدقات حسب وصية الله بالتأكيد يؤمن بالله.
من له صدق الإيمان يتمسك بخوف الله ومن يتمسك بخوف الله يعطي اعتبارا لله بأن يرحم الفقير لأنه يعلم إن ما أمرت به كلمة الله حقيقي وأن الكتاب المقدس لن يكذب لذلك يؤمن بأن الشجرة غير المثمرة أي الإنسان غير المنتج يقطع ويلقي في النار أما الإنسان الرحيم فيدعي في الملكوت.
وفي موضع أخر دعا العاملين والمثمرين داحضا إيمان غير المثمرين والعواقر قائلا فان لم تكونوا أمناء في مال الظلم فمن يأتمنكم على الحق. وان لم تكونوا أمناء في ما هو للغير فمن يعطيكم ما هو لكم (لو 16 :11-12)
حبــّــنا لإخوتنا الفقراء
يا لعظـَمة الفقـَـراء!!
+ لقد أخطأت وخدعت نفسك إذ تحسب نفسك غنياَ في هذا العالم أنصت إلى صوت الرب في سفر الرؤيا موبخا من هم على شاكلتك توبيخات مقدسة قائلا لأنك تقول إني أنا غني و قد استغنيت و لا حاجة لي إلى شيء و لست تعلم انك أنت الشقي والبئس و فقير و أعمى و عريان. أشير عليك أن تشتري مني ذهبا مصفى بالنار لكي تستغني و ثيابا بيضا لكي تلبس فلا يظهر خزي عريتك و كحل عينيك بكحل لكي تبصر.(رؤ17:3-18)
أيها الغني اشتر لنفسك من المسيح ذهبا مصفي بالنار حتى تصير ذهبا نقيا فتحترق بنجاستك كما بنار إن غسلتها بالصدقات.
اشتر لنفسك ثيابا بيضا فتلبس ثوب المسيح الأبيض يا من تعريت منذ أدم وصرت خائفا ومخزيا.
يا من أنت غني وثري في كنيسة المسيح كحل عينيك اللتين أظلمتا بظلام السواد وتظللنا في الليل لا تران المحتاج والفقير...........
ليخجل الأغنياء من عقرهم وعدم إيمانهم فالأرملة الأرملة المحتاجة ماديا وجدت غنية في الأعمال ومع أن ما يقدم سيوزعها على الأرامل والأيتام فإن تلك التي لاق بها أن تأخذ أعطت.....
حَـول خـدمُة المسَــاكيـُن
لا تعتذر بكثرة أولادك.
قد تقول لدي أولاد كثيرون لكن كثرة أولادك يجعلك تقدم صدقات أكثر لأنك أب لوريثين كثيرين لديك كثيرين تطلب من الله لأجلهم لأجل غفران خطاياهم وتنقية ضمائرهم وتحرير أنفسهم...
وكما انه من الناحية العالمية كلما كثر أولادك ازدادت الحاجة لأجل ترفيههم هكذا في الحياة الروحية السمائية كلما ازداد عددهم ازدادت الحاجة إلى العمل من أجلهم هكذا قدم أيوب ذبائح كثيرة من أجل أولاده وقد شهد الكتاب المقدس بذلك قائلا. إن أيوب أرسل فقدسهم و بكر في الغد و اصعد محرقات على عددهم كلهم... (اي1 : 5)
فإن كنت بالحق تحب أولادك عن كنت تظهر لهم كمال حلاوة الحب الأبوي ينبغي أن يزداد تقديم الصدقات عنهم لأجل ارتباطهم بالرب..
+ إن كنت تخاف وترتعب لئلا بصنعك هذا بسخاء يتبدد ميراثك وربما تسقط في الفقر تشجع من هذه الناحية وتحرر من القلق.....
لست اضمن لك عدم احتياجك تحت مسئوليتي بل أعدك بهذا معتمدا على الإيمان بالأسفار المقدسة وتحت مسئولية الوعد الإلهي فالروح القدس تكلم على لسان سليمان قائلا. من يعطي الفقير لا يحتاج و لمن يحجب عنه عينيه لعنات كثيرة (ام28 : 27) مظهراَ أن الرحماء والذين يقدمون أعمالا صالحة لن يحتاجوا بل بالحري الذي يحتجز أمواله العقيم سوف يحتاج.
أضف على ذلك قول الرسول الطوباوي بولس الممتلئ بنعمة الوحي الإلهي والذي يقدم بذاراَ للزرع وخبزاَ للآكل سيقوم ويكثر بذاركم وينمي غلات بركم مستغنين في كل شيء (2كو10:9) وأيضا لان افتعال هذه الخدمة ليس يسد إعواز القديسين فقط بل يزيد بشكر كثير لله (2كو 9 : 12) لأنه بينما قصعد التشكرات بواسطة صلوات الفقراء من أجل عطايانا وأعمالنا تزداد ثروتنا كمكافأة من الله.
لقد راعي الرب في الإنجيل قلوب أمثال هؤلاء قائلا... فلا تهتموا قائلين ماذا نأكل أو ماذا نشرب أو ماذا نلبس فان هذه كلها تطلبها الأمم لان أباكم السماوي يعلم إنكم تحتاجون إلى هذه كلها. لكن اطلبوا أولا ملكوت الله و بره و هذه كلها تزاد لكم. (مت 6 : 33-31)
إنك تخشي فقدان عقاراتك إن بدأت تتصرف بسخاء فيها ولا تعلم أيها الإنسان البائس أنه بينما تخاف على ممتلكات عائلتك تفقد الحياة نفسها والخلاص وبينما تقلق لئلا تنقص ثروتك لا تري أنك أنت بنفسك تنقص إنك بذلك تصبح محباَ للمال أكثر من حبك لنفسك فبينما أنت تخشي من فقدان ميراثك لأجل نفسك إذ بك تهلك نفسك من أجل ميراثك لذلك حسناَ يوضح الرسول قائلا. لأننا لم ندخل العالم بشيء و واضح أننا لا نقدر أن نخرج منه بشيء. فان كان لنا قوت و كسوة فلنكتف بهما. وأما الذين يريدون أن يكونوا أغنياء فيسقطون في تجربة و فخ و شهوات كثيرة غبية ومضرة تغرق الناس في العطب و الهلاك. لان محبة المال اصل لكل الشرور الذي إذ ابتغاه قوم ضلوا عن الإيمان و طعنوا أنفسهم بأوجاع كثيرة. (اتي7:6-10)
+ هل تخشي من نقص ميراثك إن تصرفت فيها بسخاء لكن هل حدث أن عجزت موارد الإنسان البار وقد كتب الرب لا يجيع نفس الصديق (ام10: 3) فلإيليا عالته الغربان في الصحراء وقد اعد لحم من السماء لدانيال وهو في الجب وأنت هل تخشي من احتياجك للطعام رغم شهادة الرب نفسه في الإنجيل وتوبيخه للمرتابين وقليل الإيمان قائلا. انظروا إلى طيور السماء أنها لا تزرع و لا تحصد و لا تجمع إلى مخازن و أبوكم السماوي يقوتها ألستم انتم بالحري أفضل منها(مت 6 : 26)
إن كان الله يطعم الطيور ويقدم للعصافير القوت اليومي ولا يترك المخلوقات التي ليس له أي أحساس بالأمور الإلهية تحتاج من جهة مشرب أو مأكل فهل يمكن أن يترك إنسانا مسيحياَ أو خادم الرب أو من أعطي له أن يدرك الأعمال الصالحة أو كمن هو عزيز عند ربه هل يمكن أن يتركه في عوز!
+ ما هو عمل القلب غير المؤمن في منزل الإيمان!
لماذا يدعي من لم يثق تماماً في المسيح مسيحياَ! إن اسم فريسي أنسب له لنه عندما كان الرب يتحدث عن الصدقة في الإنجيل حاثاً إيانا أن نكون لنا أصدقاء بواسطة ربحنا الأرضي أي بتقدم الأعمال الصالحة لهؤلاء الذين سيقبلوننا في المظال الأبدية أضاف الكتاب المقدس و كان الفريسيون أيضا يسمعون هذا كله و هم محبون للمال فاستهزأوا به (لو 16 : 14)
إننا نري في الكنيسة الآن أمثال هؤلاء الفريسين الذين سدوا آذانهم وأظلمت عيونهم عن أن تري أي ضوء روحي أو تسمع تحذيرات خاصة بالخلاص فلا نعجب إن تري أي ضوء روحي أو تسمع تحذيرات خاصة بالخلاص فلا نعجب إن احتقروا الخادم (الذي يتكلم عن الصدقة) لأن أمثالهم استهزأوا بالرب نفسه.
+ إنك أسير للمال وعبد له إنك مقيد برباطات وسلاسل محبة المال أنت الذي حلك المسيح من القيود مرة عدت إلى قيود أثقل.
إنك تحظ أموالك وبحفظك لها لا تحفظ هي نفسك.
إنك تحزن الميراث الذي يثقل كتفيك بثقله ولا تذكر إجابة الرب للغني الذي افتخر متهللا بوفرة محصوله العظيم يا غبي هذه الليلة تطلب نفسك منك فهذه التي أعددتها لمن تكون! (لو 12 : 20) لماذا تجمع ميراثك لأجل عقابك فبكونك غنياَ في هذا العالم تصير فقيراَ عند الله! قاسم الر إلهك في عائدك شارك المسيح في أرباحك أعط للسيد المسيح نصيباَ في ممتلكاتك الأرضية فيجعلك شريكا معه في ميراثه في ملكوته السماوي.
لا تخف على مستقبل أولادك.
+ أيها الأحباء الأعزاء ليته لا يمتنع المسيحي عن صنع الخير والبر متخيلا أنه يمكن أن يعفي من ذلك لأجل فائدة أولاده إذ علمنا وحذرنا قائلا. من أحب أبا أو أما أكثر مني فلا يستحقني و من أحب ابنا أو ابنة أكثر مني فلا يستحقني (مت 10 : 37) لأنه إن أحببنا الرب من كل القلب ينبغي ألا تفضل عنه حتى الآباء أو الأنباء وهذا ما سجله يوحنا في رسالته بان غير الراغبين في أعطاء الفقير ليس فيهم حب الله وأما من كان له معيشة العالم و نظر أخاه محتاجا و أغلق أحشاءه عنه فكيف تثبت محبة الله فيه (1يو 3 : 17) وإن كان بالصدقات التي تقدمها للفقراء تفترض الرب وعندما تعطي الأصاغر نقدم للمسيح فإنه لا يوجد موضع لتفضيل الأمور الزمنية على السمائية والأشياء البشرية عن الإلهية.
هكذا فإن الأرملة التي ذكرت في سفر الملوك الثالث عندما امتنع المطر وحدثت المجاعة وقد استنفذت كل ما لديها كانت عازمة أن تعمل بالدقيق والزيت المتبقي كعكة على القش وبعد ذلك تموت مع أطفالها فجاءها إيليا وسألها أن تقدم له هو أولا ما يأكله وما يتبقى بعد ذلك تأكل منه هي وأطفالها لم تتردد في طاعته ولا فضلت أولادها عن إيليا أثناء جوعها وفقؤها لقد صنعت في نظر الله أمراَ يبهجه لذلك استجاب بسرعة وبسخاء فهي لم تقدم كمية عظيمة لكنها فدمت الكثير من القليل قدمت طعاماَ له قبل أن تقدمه لأولادها الجائعين.
إنها لم تحرم أولادها مما قدمته لإيليا بل بالحري فضلت ما قدمته عطفاَ وشفقة عن أولادها.....رغم أنها لم تكن قد سمعت حتى تلك اللحظة عن المسيح ولا وصاياه ولم تكن قد تخلصت بصليبه وآلامه... من هذا يظهر ثقل خطايا اللذين في الكنيسة وقد فضلوا أنفسهم وأولادهم عن المسيح محتفظين بثروتهم دون أن يساهموا بنصيب وافر لفقر المحتاجين
+ ينبغي عليك أن تجعل الله الأبدي غير المتغير أبا لأولادك الروحيين سلمه ثروتك التي تريد أن تدخرها لهم اجعله حارسا عليهم وضامنا ومحافظا عليهم بقدوته الإلهية ضد مصائب الزمن بذلك تمد ورثتك الأعزاء بتطوييات المستقبل هذا ما تمليه عليك العاطفة الأبوية لجل الاعتناء بمستقبل وارثيك معتمدا على قول الكتاب كنت فتى والآن شخت و لم أر صديقا تخلي عنه و لا ذرية له تلتمس خبزا (مز 37 : 25) وقوله الصديق يسلك بكماله طوبي لبنيه بعده(أم 7:20)
حبــّــناِ للأقــــــُـرَباء
صفات الآباء المحبيُن
1- محبة أم لأبنها البطريرك.
جاء عن أحد بطاركة الإسكندرية أنه بعد ما رسم بطريركاَ أراد أن يزور والدته فلما دخل المنزل رأي والدته تعزل ولا تبالي بمجيئه وعندئذ بدأ يسألها أما تعرفينني إنني ابنك فأجابته بأنها تعرفه ولذلك فهي حزينة وأنها كانت تود أن تراه محمولا على نعش من أن يدخل إليها هكذا لأنه أولا كان مسئولا عن نفسه أم الآن فهو مسئول عن كل إنسان من الشعب فأخذ يبكي لما سمع إجابتها وبدأ يرعى رعية المسيح في خوف الله متذكرا كلمات أمه هذه يا له من حب حقيقي لا مظهري!!
2- محبة الشهداء لأولادهم.
برع الشهداء في إعلان حبهم الحقيقي لأبنائهم فمن الشهيدات من كن يرفض الاستشهاد حتى يرون أولادهن يستشهدن أمامهن لكيلا يدخلن السماء في حين أولادهن ينشأن في تربية وثنية فلا يوجد من يعلمهم وبالتالي يحرموا من دخول الحياة الأبدية.
3- محبة طوبيا لأبنه.
تظهر محبته لأبنه في الوصايا التي أوصاه بها رغم الضيقات التي حلت به (بالوالد)
+ أنك لا تليق أن تكون أبا فأنت خائن ما لم تهتم بإرشاد أولادك ما لم تهتم بحفظهم في الإيمان التقوى يا من تحرص على ممتلكاتهم الأرضية أكثر من حرصك على ممتلكاتهم السمائية فتوصيهم بالشيطان لا بالمسيح وبذلك تخطئ خطيئتين وترتكب جريمة مزدوجة بأنك لم تمد أولادك بمعونة الله أبيهم وبتعليمك لهم أن يحبوا ممتلكاتهم أكثر من المسيح.
الأحرى بك أن تكون أبا كطوبيا أوص ابنك كما أوصي طوبيا ابنه قائلا اسمعوا يا بني لأبيكم اعبدوا الرب بحق و ابتغوا عمل مرضاته وأوصوا بنيكم بعمل العدل و الصدقات و أن يذكروا الله و يباركوه كل حين بالحق و بكل طاقاتهم (طوبيا 14 : 10-11) وقوله و أنت فليكن الله في قلبك جميع أيام حياتك و احذر أن ترضى بالخطيئة و تتعدى وصايا الرب إلهنا. تصدق من مالك و لا تحول وجهك عن فقير و حينئذ فوجه الرب لا يحول عنك. كن رحيما على قدر طاقتك. أن كان لك كثير فابذل كثيرا و أن كان لك قليل فاجتهد أن تبذل القليل عن نفس طيبة. فانك تدخر لك ثوابا جميلا إلى يوم الضرورة. لان الصدقة تنجي من كل خطيئة و من الموت و لا تدع النفس تصير إلى الظلمة. احذر لنفسك يا بني من كل زنى.........(طو5:4-الخ)
صفات الأبناء المحبيُن
+ ينبغي على كل شخص أن يهتم بخاصته بالأخص المؤمنين.
يقول الرسول في رسالته الأولي إلى تيموثاوس وان كان احد لا يعتني بخاصته و لاسيما أهل بيته فقد أنكر الإيمان و هو شر من غير المؤمن (1تي 5 : وفي نفس الموضوع جاء في أشعياء أليس أن تكسر للجائع خبزك وأن تدخل المساكين التائهين إلى بيتك (اش58 : 7)
علامات حبــّــنا للأقرباء
علاج الغضــبُ
4- لا تتسرع في الرد.
الصمت هو لغة السمائين أما اللغات البشرية فهي لغة العالم لذلك قيل كثرة الكلام لا تخلو من معصية لهذا يعلمنا ابن سيراخ ألا نتسرع في الإجابة على الآخرين قائلا. قلوب الحمقى في أفواههم و أفواه الحكماء في قلوبهم (سيراخ 21 : 29) بمعني أن الجهلاء يجعلون قلوبهم خاضعة لألسنتهم فيرضي بكل ما يتسرع به اللسان أما الحكيم فما يتكلم علي لسانه إلا ما يقبله قلبه .
والطبيعة نفسها علمتنا عدم التكلم إلا بعد استشارة القلب فجعلت للسان بابين هما الأسنان والشفاه بعكس الأذن إذ هي مفتوحة دائما. إذا يا أخوتي الأحباء ليكن كل إنسان مسرعا في الاستماع مبطئا في التكلم مبطئا في الغضب (يع 1 : 19)
+ كما أن الرجل العفيف ما يأكله إلى معدته إلا بعد مضغه في فمه هكذا الإنسان الحكيم المفرز فإنه لا يخرج كلمة من فيه إلا بعدما ينتقدها في قلبه لن الخصومات من شأنها في غالب الأوقات أن تبرز من الكلام غير الموزون وغير المنتقد (في الداخل)
عَــدم الحسَـد
+ هناك أمور كثيرة ينبغي أن تأخذها في الاعتبار فكر في الفردوس الذي لم يدخله قايين الذي بالحسد قتل أخاه فكر في ملكوت السموات الذي لا يسمح الله بدخوله إلا لذوي القلب الواحد والفكر الواحد أذكر أن صانعي السلام أبناء الله يدعون هؤلاء الذين بالميلاد ألسمائي والشريعة الإلهية قد صاروا واحداَ وصاروا شبه الله.......
اعلم أن عين الله تراقبنا وأن الله نفسه بنظراته متتبع لتصرفاتنا وحياتنا ويحكم حتى أننا في النهاية نستطيع أن ننال التمتع به فإن أبهجنا الذي يرانا بأعمالنا الآن إن أظهرنا له أننا نستحق رضاه ولطفه إن جعلناه يسر بنا ونحن في العالم فإنه سيسر بنا دائما في ملكوته.
خطورة الحسد.
( 1 ) استهتارنا به.
الحسد شرارة صغيرة يحتقرها الكثيرون لك خسائره فادحة أو جرح مخفي يزدري به الإنسان فيفسد الجسد كله.........لذلك ينبهنا سليمان الحكيم قائلا.. حياة الجسد هدوء القلب و نخر العظام الحسد (ام14 : 30)
+ أيها الأخ المحبوب إن حسدك لما هو خير وغيرتك ممن هم أفضل منك يبدوان في نظر البعض كما لو كانا خطأ تافها وطفيفا وإذ ينظر إليه (الحسد) كم لو كانا تافها وليس ذي قيمة لا يخشى منه وإذ لا يخشى منه يستهان به وإذ يستهان به يصعب تحاشيه ولهذا فإن الحسد ضرر مظالم وخفي فإذ لا ندركه هكذا بأنه ينبغي على الحكيم أن يتحاشاه يتسرب خفية إلى العقل غير الحذر ويجعله مضطربا.
أضف إلى هذا أن الرب أمرنا أن نكون حكماء وأوصانا أن الحذر نلاحظ باهتمام بالغ لئلا يتسرب ذلك العدو الذي يقف متربصنا دائما فيزحف خفية إلى صدورنا ويشمل من الشرارات لهيبا ويضخم الأمور الصغيرة وهكذا بينما نستنشق الهواء اللطيف والنسيم الناعم بلا حذر إذ بالعواصف والزوابع تهب متعمل عل إفساد الإيمان وتدمير الخلاص والحياة.
لهذا ينبغي علينا أيها الأخ الحبيب أن نكون حذرين متسلحين بكل القوي مراقبين بدقة كاملة حتى نطرد العدو الثائر الذي يصوب أسهمه إلى كل جزء من أجزاء جسدنا الذي يمكن أن يضرب أو يجرح وذلك كما يحذرنا الرسول بطرس ويعلمنا في رسالته قائلا. اصحوا و اسهروا لان إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمسا من يبتلعه هو (1بط 5 :
+ ..... ولو نظر أي إنسان بدقة إلى (سهام الحسد) فإنه سيجد بأنه ليس هناك ما ينبغي أن يحذر منه ويراعيه أكثر من أن يؤخذ أسيراَ بواسطة الحد والحقد فليس أحد يسقط في الإشراك الخفية للعدو الخبيث بحيث يرتد من الحسد إلى الكراهية إلا ويهلك بسيفه هو شخصيا بدون أن يعلم.
+ الضرر يكون تافها والخطر بسيطا عندما تجرح الأطراف بسيف فيكون الشفاه عينا مادام الجرح واضحا ويستخدم الدواء فالقرحة التي تري يمكن علاجها بسهولة أما جراحات الحاسدين فهي مخفية وسرية ولا تقبل علاجاَ لشفائها فتغلق على نفسها آلام مخفيا داخل مكامن الضمير.
( 2 ) اسقط الملائكة.
+ منذ بداية العالم كان الشيطان هو أول من أهلك نفسه ودمر الآخرين لقد انكسر بالغيرة مع الحسد المملوء ضغينة ذاك الذي كان في العظمة الملائكية مقبولا أمام الله ومحبوبا عنده.
إنه لم يرشق الآخرين بغريزة الغيرة قبل أن يرشق نفسه بها ولا بالأسر قبل أن يؤسر ولا بالدمار قبل أن يهلك وفي إغرائه بالغيرة أفقد الإنسان نعمة الخلود الموهوبة له وهو نفسه فقد تلك التي كانت له سابقاَ.
يا لها من شرور عظيمة أيها الإخوة الأحباء فقد أسقطت الملاك وأزالت مجد عظيم وبهي فتلك التي خدع بها الآخرون هو نفسه بها خدع!!
5- ينزع السلام الداخلي.
إن كان في الحسد معاداة لله ذاته فكيف يمكن أن يسكن في القلب سلاما!
+ مثل هؤلاء لا يهناون بطعام أو يتمتعون بشراب إنهم على الدوام يتأوهون ويتنهدون ويحزنون فطالما لا يطرد الحسد يتمزق قلبه نهاراَ وليلا بلا انقطاع.
كل الشرور لها حدود وكل خطأ ينتهي بارتكاب الجريمة فالزاني تنتهي معصيته عند حد ارتكاب التعدي واللص تقف جريمته عندما يقتل والسالب يضع حدا لجشعه والمخادع يضع نهاية لغشه أما الحسد فليست له حدود إنه شر يعمل على الدوام وخطية ليس لها نهاية.
+ الحسد ثار على الأرض حتى يطيع الإنسان الذي يفسد بواسطته للشيطان مصدر هلاكه مقلدا إياه في حسده كما هو مكتوب بحسد إبليس دخل الموت إلى العالم.(الحكمة24:2)
+ أضف إلى ذلك عندما كان الرسول ينصح بأن الإنسان الذي امتلأ بالروح القدس وصار ابنا له بالميلاد السماوي ينبغي عليه ألا يراعي سوي الأمور الروحية و السمائية الأمور التي ذكرها قائلا. وأنا أيها الأخوة لم استطع أن أكلمكم كروحيين بل كجسديين كأطفال في المسيح. سقيتكم لبنا لا طعاما لأنكم لم تكونوا بعد تستطيعون بل الآن أيضا لا تستطيعون. لأنكم بعد جسديون فانه إذ فيكم حسد و خصام و انشقاق ألستم جسديين و تسلكون بحسب البشر. (1كو1:3-3)
ينبغي أن تتحطم الرذائل والخطايا الجسدانية أيها الأخوة الأحباء ويداس الجسد الأرضي تحت الأقدام بالهمة الروحية لئلا عندما نرتد إلى الإنسان العتيق نسقط في أفخاخ مميتة كما يقول الرسول. فإذا أيها الأخوة نحن مديونون ليس للجسد لنعيش حسب الجسد. لأنه أن عشتم حسب الجسد فستموتون و لكن أن كنتم بالروح تميتون أعمال الجسد فستحيون. لان كل الذين ينقادون بروح الله فأولئك هم أبناء الله. (رو12:8-14) فإن كنا أولاد الله وقد أعدنا لنكون هياكل له وحصلنا على الروح القدس فلنعيش قديسين روحانيين إن كنا قد رفعنا أعينا من الأرض إلى السماء إن كنا رفعنا قلوبنا مملوءة بالله (الأب) والمسيح إلى الأشياء العالية السمائية فلا نصنع شيئا لا يليق بالله كما يوصينا الرسول إن كنتم قد قمتم مع المسيح فاطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين الله. اهتموا بما فوق لا بما على الأرض. لأنكم قد متم و حياتكم مستترة مع المسيح في الله. متى اظهر المسيح حياتنا فحينئذ تظهرون انتم أيضا معه في المجد(كو1:3-4) دعنا نحن الذين في المعمودية قد متنا ودفنا بخصوص الخطايا الجسدية فلإنسان العتيق والذي قام ثانية مع المسيح في ولادة ثانية أن نفكر ونصنع ما يخص المسيح ولا يمكنا أن نظهر بالصورة السمائية ما لم نعد لأخذ شبه المسيح.
+ ألم يهلك اليهود بسبب الحسد إذ آثروا حسدهم للمسيح عن الإيمان به!
حاطين من قدر العمال العظيمة التي صنعها مخدوعين بالغيرة العمياء حتى أنهم لم يستطيعوا أن يفتحوا عيون قلوبهم الأمور الإلهية.
+ وبالاختصار دخلت الكراهية الأولي إلى الإخوة الجديدة حتى قتل الإخوة الممقوت إذ حسد قايين هابيل البار........ فإذ تسيطر ثورة الحسد على الشرير لا يمكنه أن بأخذي في اعتباره لا حبه لأخيه ولا جسامة الخطية ولا الخوف من الله ولا عقاب الخطية لقد ضرب بعدم البر ذاك الذي أظهر أولا البر وحمل الكراهية ذاك الذي لم يعرف كيف يكره.......وعداوة عيسو لأخيه يعقوب نبعت عن الغيرة أيضا فإذ نال الأخير بركة أبيه فإنه يجمرة الغيرة التهب الأول متتبعا أخاه بالكراهية.
ويوسف باعه إخوته بسبب الحسد.........
علاوة على ذلك فقد كره شاول الملك داود مقتفيا آثاره مرارا لقتله رغم براءته وشفقته ورزانته ووداعته فما الذي أثاره سوي شوكة الحسد.......
+ علاوة على هذا فإنه لا يستطيع إنسان ما أن يجد أساساَ به يفترض أن شرا كهذا يمكن أن يحد فليس شكل واحد أو يقاوم بحدود مختصرة في تخم ضيق فضرر الحسد كثير الأشكال مضاعف الثمر واسع جدا.
إنه جذر لكل الشرور وينبوع كل المصائب ومربي كل الجرائم ومادة لكل المعاصي.
فهنا تنشأ الكراهية فينتج الحقد.
الحسد يلهب محبة المال فلا يقنع الإنسان بما عنده بينما يري الآخر غنيا..........
الحسد يجعل الوصايا مظلمة ويخضع مراكز العقل الخفية تحت سلطانه فيحتقر خوف الله ويهمل تعاليم المسيح ولا ينتظر يوم الدينونة وبالكبرياء ينتفخ وبالقسوة يمرر على الآخرين وبعدم الإيمان يراوغ وبعدم الصبر يهيج وبالخصام يثور وبالغضب يزيد الهياج فمن يخضع لأي سلطان أجنبي لا يقدر أن يقاوم أو يتحكم في نفسه.
بالحسد يكسر رباط السلام الذي لربنا ويتعدى على المحبة الأخوية ويغش الحق ويكسر الوحدة ويسقط البشر في البدع والانشقاقات عندما يزدرون بالكهنة أو يحسدون الأساقفة فيشتكي الإنسان بأنه ألم يكن هو أحق بان توضع عليه الأيدي منهم! أو مستنكفا من أن يوجد من يكون أعلي منه.
الحسد يضر الحاسد ويفيد المحسود.
أساء العامة فهم معني كلمة ( الحسد) فطنوا أنه يعمي أن يراه آخر في خير فيحسده على الخير (صحة - أولاد..........) فيزول الخير كأن الحسد يصيب المحسود لا الحاسد وقد رأينا أن الحسد هو ميل في قلب الحاسد نحو هلاك المحسود ولكن ليس لهذا الميل قوة على هلاك المحسود بل الحاسد إذ يحرمه من السلام الداخلي يبقي نهاره وليله متذمراَ حاقدا يطلب هلاك الآخرين يقف قلبه على النمو أو التقدم يعجز عن الصلاة يفقد صحة الروحية والنفسية والجسدية أيضا..........
لكن قد يحدث أن يصيب المحسود شراَ هذا يبرره الفكر الشيطاني أنه بسبب الحسد العين الحاسدة لكننا نؤمن أن شعرة واحدة من رؤوسنا لا تسقط بدون إذن أبينا. فإن حدثت خسارة لا نبررها بالحسد بل هي بسماح من الله لخيرنا فالشيطان حسد أيوب لكن لم يكن في سلطانه أن يقترب إليه أو إلى أولاده أو ممتلكاته لو لم ينال إذنا من الله لذلك لا نخف من حسد الآخرين لك بل بالحري خف من حسدك للآخرين لأن هذا يفقدك الحياة.
+ إنك لست عدوا لأي كائن ما أكثر من عداوتك لنفسك فأي إنسان تتعقبه بالحسد يمكنه الهروب منك وأما أنت فكيف تهرب من نفسك! فحيثما كنت يكون الخصم معك عدوك يكون دائما في صدرك ضررك يكون مغلقا عليه داخلك ستربط وتقيد بأغلال لا يمكنك التخلص منها إنك أسير لظلم الحسد فلا يمكن لأي تعزية أن تساعدك........... إن الحسد بلية بلا علاج بها يكره الإنسان السعادة.
شارك المحسود في خيره بحبك له.
إن آتاك فكر الحسد نحو إنسان ناجح صلي لكي يعطيه الرب نجاحاَ أكثر ويهبك أنت تقدما أي حول الحسد إلى غيره وإن لم تستطيع أن تتقدم مثله أرتبط معه برباط الحب فتصران واحداَ ويصير نجاحه نجاحا لك.. بل يكفيك أنك نجحت بالمسيح يسوع في المحبة.
+ داو نفسك بالتي كانت هي الداء أجبب أولئك الذين سبق أن كرهتم أكرم الذين حسدتهم فاحتقرتهم ظلماَ امتثل بالصالحين عن استطعت أن تتبعهم أما إن عجزت عن اقتناء آثارهم فعلي الأقل افرح بهم وهنئ من هم أفضل منك اجعل لك نصيباَ معهم في رابطة الحب الذي يوحدكم اجعل نفسك شريكا لهم في تحالف المحبة ورباط الإخوة فإن أفكارك وأعمالك توجهها السماء عندما تهتم بالبر والأمور الإلهية كما هو مكتوب دع قلب الإنسان يفكر في البر فخطواته يوجهها الرب.
+ أضف إلى ذلك أنه لا يجوز لنا أن نسبق بالحكم مادام الرب نفسه هو الديان اللهم إلا إذا كان سيصادق على ما قد حكمنا به الآن على الخطاة إذا وجد بعد ذلك توبة صادقة وكاملة منهم. إن خدعنا
صلو من اجلى