القديس يوحنا السلمي السينائي
ولد القديس يوحنا السلمي في فلسطين حوالي سنة 525 ميلادية
و إمتاز منذ نعومة أظافره بالعقل الثاقب و الذكاء القوي الحاد.أقبل على العلم فنال منه حظاً وافراً
، إلا أن هذا لم يكن ليشبع نفسه الكبيرة، فما أن بلغ السادسة عشرة من عمره حتى ترك الدنيا و نعيمها الفاني و ذهب إلي دير القديسة كاترينا في جبل سينا و أقام فيه،
و كرس نفسه ذبيحة حية مرضية للمسيح و ذلك باعتناقه السيرة الرهبانية ،
فتتلمذ هناك لراهب قديس يدعى ( مرتيريوس ) حيث سلم إليه قيادة أمره
و لم تمض عليه سنوات قليلة حتى كان قد بلغ إلى درجة سامية من الفضيلة لما إتصف به من الطاعة لمرشده و التواضع العميق و الصوم الشديد و سائر أنواع العبادة و التقشف
و بعد أن تمرس تسع عشرة سنة في هذه السيرة كان أبوه الشيخ الروحي الذي دربه قد ترك الحياة، فأسف لفراقه ثم ترك الدير و إنفرد في برية قاحلة تبعد عن الدير حوالي ثمانية كيلو مترات تدعى " الثولا " و عاش هناك أربعين سنة كاملة في الكد و الجهاد مستعراً بنار العشق والمحبة الإلهية .
كانت حياته كلها صلاة عملاً بقول الرب"صلوا و لا تملوا" و لما مات الأب العام في جبل سينا إجتمع النساك و الرهبان و اختاروه أباً عاماً لهم فمانع كثيراً إلا أنهم أرغموه و أصبح الرئيس الأكبر في ذلك الجبل المقدس سنة 600 م .
عمل يوحنا مدة رئاسته على تقديس النفوس و دفعها في طرق الكمال بكل الوسائل الممكنة لديه،
ووضع كتاباً سماه"سلم السماء" لأنه جعله درجات يرتقي بها المؤمن و الراهب و الكاهن كل من أراد القداسة و الوصول إلي قمة الكمال و إقتناء ملكوت الله، وقسمه إلي ثلاثين درجة
أولها الزهد في الدنيا و آخرها الفضائل الإلهية الكبرى:
الإيمان و الرجاء و المحبة. كتب رسالة مسهبة في فضائل وواجبات الراعي، و لا يزال هذا الكتاب الدليل الأمين و المرجع التعليمي العام للسيرة الرهبانية خاصة و للحياة المسيحية عامة، و دستور عمل لجميع النفوس التي تبغي الكمال و ترغب في إتباع وصايا المسيح
و هو الأكثر رغبة في المطالعات الروحية بين الكتب الآبائية عامة .
كافأ الله فضائل يوحنا بفعل العجائب
فقد ظهر يوم تنصيبه رئيساً موسى النبي و صار يخدم الضيوف بنفسه
و أنقذ تلميذه موسى من موت محقق بصلاته،
و في زمن الجفاف بفلسطين صلى فأمطرت السماء بغزارة وله عجائب كثيرة أخرى
منقول للامانة
صلو من اجلنا