" كل الخليقة تئن " ( رو 8 : 22 )
+ هذا أدق وصف للوضع فى العالم الحاضر ، فهنا الأنين من الملايين ، بسبب المرض الشديد أو المزمن ( للفرد أو لأحد أفراد الأسرة ) ، والأنين بسبب عدم توفر لقمة العيش ، ولعدم القدرة على المعيشة بسهولة فى جو هذا الغلاء الشديد ، أو بسبب الفقر المدقع ، أو بسبب البطالة الطويلة ، أو لعدم القدرة على تحقيق الآمال للنفس أو للأولاد ، أو بسبب عدم توفر المال أو المسكن أو العمل ، أو لعدم توفر الحياة الكريمة ، أو لعدم التوفيق فى العثور على شريك الحياة المناسب ، أو بسبب المشاكل الأسرية والعائلية ....... الخ .
+ وهناك الأنين من الظلم الصارخ ، أو الإضطهاد لأولاد الله الأمناء ، بسبب تمسكهم بإيمانهم ، وقد تحققت فيهم نبوة رب المجد : " وتكونون مُبغضين من الجميع ، من أجل إسمى " ( مت 10 : 22 ) .
+ ويمتلئ العالم من الأنين ، من الكوارث الطبيعية الكثيرة والخطيرة ، ومن الحروب ، والزلازل ، والسيول ، والجفاف ، والبراكين والأوبئة والمجاعات ، والأمراض التى بلا علاج .
+ وهذا الأنين هو من ثمار وراثة خطية آدم وحواء ، وتواجد الإنسان فى كوكب شقى ، ملعون من الله ، بسبب عصيان الإنسان ، وانعدام المحبة ، وانتشار الروح الأنانية ، والاغتصاب ، والرشوة ، والوساطة والمحسوبية ، والمحاباة بشكل صارخ ، فى كل مكان وزمان .
+ وهكذا نرى الحملان وسط الذئاب ، ونرى الأبناء الأيتام ، والأرامل بلا عائل ، ونشاهد أطفال الشوارع ، بحالة تدعو للأسى والحزن والأنين والأسف ، من إهمالهم ، واللامبالاة بأحوالهم الصعبة .
+ وتئن أحشاؤنا ( نش 5 : 4 ) على قساوة قلب المجرمين ، وأهل الأرهاب ، والمتعصبين للأحزاب ، أو للمذاهب الدينية المختلفة .
+ وتئن نفوسنا على الذين يموتون فى حروب يومية ، لا ذنب لهم فيها ، ويتركون ابناءهم بلا عائل ، وبلا مال !! .
+ وقد عانى داود النبى من الأنين ، نتيجة لظلم شاول له ، بلا سبب ، وناشد الرب المحب ليرفع عنه هذا الألم وقال : " لماذا أنتِ منحنية يانفسى ؟! . ولماذا تئنين فىّ ؟! ترجّى الله ، لأنى بعد أحمده ، لأجل خلاص وجهى " ( مز 42 : 11 ) .
+ وقد عانى القديس بولس الرسول من متاعب الخدمة ، فى داخل وخارج الكنيسة . وحمل أثقالاً كبيرة ، جعلته يئن من ثقل حملها ( رو 8 : 23 ) ، ويشتاق إلى الراحة منها فى الأبدية ( 2 كو 5 : 2 ) .
+ والله يتدخل دائماً لرفع الأنين عن أولاده ( أع 7 : 34 ) ، فى العهدين القديم والجديد ، وهو مستعد – للأن – أن يرفع مثل هذا الأنين ، عن كل حزين يأتى إليه .
فثق فى وعده الأكيد ، وتعال لبيته ، ليرفع الظلم والمعاناة عن كاهلك ، ويعطيك عربون الفرح الأبدى .
وارفع اليه شكواك فهو الرب المحب لك ولكل أولاده ، فهل تفعل ؟!! .
منقوووووووووووووووووووووووووووووووول