الأنجيل حياة معاشة
الأنبا روفائيل
" لتسكن فيكم كلمة المسيح بغنى وأنتم بكل حكمة معلمون ومنذرون بعضكم بعضاً بمزامير وتسابيح روحية بنعمة مترنمين فى قلوبكم للرب . " ( كو 3 : 16 ) .
وسنركز هنا على كلمتين وهما لتسكن – بغنى :-
أولا : لتسكن :-
السكن أى أن تكون الكلمة بداخلى ، فكلام الله ليس للقراءة بل للأكل !!!!!!
فالقراءة : عندما نقرأ الجريدة نقرأها مرة واحدة ، وقد لانتذكر أشياء كثيرة منها بعد الأنتهاء من قرأتها ، وتبقى على سطح
الذهن من الخارج دون أن تدخل بداخله وتصبح جزء منه .
كما أن الجريدة تقرأ مرة واحدة ولا نرى أحد يقرأها عدة مرات .
أما الأكل : بعدما يتم هضمه يدخل الى أنسجة الجسم ويصبح جزء من جسم الأنسان .
كما أن الأكل يتكرر ، فلم نسمع عن أنسان لم يأكل لأنه أكل بالأمس .
هكذا كلام الله الموجود بالكتاب المقدس للأكل وليس للقراءة فيتحد بالأنسان ويصبح جزء منه وبذلك يكون الكيان والفكر مصبوغان بالكتاب المقدس .
ولكن كيف يكون هذا
عندما تقرأ آيه من الكتاب المقدس تبقى على سطح الذهن من الخارج ( قراءه ) ولكن عند حفظها والتفكير فيها والتأمل تدخل فى الكيان ولا تخرج أبداً ، وبالأستمرار فى ذلك يصبح الكتاب المقدس كله حياه معاشة نعمل بها ، واليكم المثال التالى :
منذ عدة أعوام قبل هذا التطور فى أجهزة الكمبيوتر كنت عندما أريد أنزال برنامج الكتاب المقدس كان يأتى على أكثر من disk وعند الأنتهاء من disk 1 يطلب disk 2 وهكذا .... ولكن إن لم يتم أكمال البرنامج فلن يستطيع الجهاز عمل search لأن البرنامج لم يكتمل على ال hard disk .
هكذا نحن عند الأستمرار فى التأمل والحفظ لآيات الكتاب المقدس يتم أدخاله بالكامل داخلنا ( يسكن بداخلنا ) وبالتالى عند حدوث أى أمر أمامنا نريد أستشارة الله فيه ، يقوم قلبنا بعمل search ويقوم بأخراج الآيه المناسبه لهذا الأمر من ال heart disk وليس ال hard disk .
ثانياً : بغنى :-
أى بكثرة ، وهذا الغنى بأتى من كثرة القراءة فى الكتاب المقدس ، ولكن قد يقول البعض أنى لا أقرأ الكتاب أو أقرأ قليلاً أو أقرأ ولا أفهم ، فما الحل
أنى لن أعظك بالكلمات المعتادة بأنك يجب عليك يا بنى أن تقرأ الكتاب المقدس .... ولكنى سأعطيك أجراءات عملية تساعدك على القراءة بدون ملل وفى نفس الوقت بفهم .
الأجراءات العملية عند قراءة الكتاب المقدس :-
1 - أن يكون لك كتاب مقدس خاص بك : من المهم أن يكون لك الكتاب المقدس الخاص بك المكتوب عليه أسمك الذى تستطيع أن تكتب فيه ما شئت من
ملاحظات .
2 – أن يكون بجانبك عدة الشغل !!! : أى القلم الرصاص – نوتة ( لتدوين الملاحظات والآيات التى أعجبتك ) – طقم الوان رصاص ( لوضع خطوط
بالألوان تحت الآيات حسب نوع الموضوع ) .
3 – تحديد وقت : يجب تحديد وقت معين لقراءة الكتاب المقدس ( تضعه أنت بنفسك ) يكون أنسب الأوقات لك ، ويجب أن يكون هذا الوقت مقدس لا تتنازل
عنه لأى سبب من الأسباب .
4 – وضع القراءة : يجب أن تكون القراءة على مكتبك فى وضع المذاكرة ( كأحترام للكتاب وكوضع يساعد على التركيز ) وفى يدك القلم وبجانبك ورقه
( هذا يزيد من التركيز ) .
5 – كيفية القراءة بدون ملل : كما أتفقنا نحن محتاجين للقراءة بكميات كبيرة ولكن ..... لكى نبقى فى حالة تركيز يمكن تقسيم الكتاب المقدس الى عدة أقسام
والقراءة من كل قسم أصحاح واحد فقط
فمثلاً :
يمكن تقسيم العهد القديم الى : أسفار موسى – أسفار تاريخية – أسفار شعرية – أسفار نبوية .
وأيضاً العهد الجديد الى : الأناجيل + الأعمال – رسائل معلمنا بولس الرسول – الكاثوليكون + الرؤيا .
ستجد بذلك أنك تريد أن تكمل أكثر من أصحاح فى نفس القسم بدلاً ما كنت لا تريد القراءة ، كما أن هذه الطريقة تجعلك ملماً بالكتاب كله ولا تنسى منه شيئاً ويصبح حاضراً فى ذهنك .
6 - موضوع للبحث : مما يساعدك على القراءة بتشوق وبدون ملل أن تضع فى ذهنك أنك ستبحث عن موضوع ما خلال
القراءة فعلى سبيل المثال : المسيح فى العهد القديم .
7 – أثناء القراءة سيقابلنى ثلاثة أنواع من الآيات :
أ – آيه خسارة عدم حفظها : أجد فى حفظها بركة عظيمة فقد أجد فيها الوعود أوالأختبارات النافعة لى فى حياتى .
ب – آيات التأمل : أشعر بحلاوة الحياه بها والتأمل فيه والصلاه بها ، وهذا النوع من الآيات أطلق عليه أسم ( البونبونى )
الذى نشعر بحلاوته ولكن عيبه الوحيد أنه يذوب ويخلص .
ج – آيات عسرة الفهم : والحل فى مثل هذا النوع من الآيات هو ........
* القراءة فى كتاب تفسير لهذه الآيه فقط .
* وجود ترجمات أخرى للكتاب المقدس .
* سؤال الخدام والكهنه عن معنى الآية
وفى هذه النقطه الأخيرة ( السؤال ) أود أن تكون جلساتنا كشباب مع بعضنا عبارة عن أسئلة فى الكتاب المقدس بدلاً من مواضيع أخرى كثيرة قد تكون غير مفيدة حتى يكون لنا فكر المسيح ويكون حواراتنا مقدسة .
ومع الوقت سيكون بينى وبين الكتاب المقدس ألفه ، و أصبح مشبع بالآيات ويكون الكتاب المقدس حاضراً فى ذهنى وبذلك أصبح أنسان أنجيلى حقاً يحيا حسب الأنجيل
الأنبا روفائيل
" لتسكن فيكم كلمة المسيح بغنى وأنتم بكل حكمة معلمون ومنذرون بعضكم بعضاً بمزامير وتسابيح روحية بنعمة مترنمين فى قلوبكم للرب . " ( كو 3 : 16 ) .
وسنركز هنا على كلمتين وهما لتسكن – بغنى :-
أولا : لتسكن :-
السكن أى أن تكون الكلمة بداخلى ، فكلام الله ليس للقراءة بل للأكل !!!!!!
فالقراءة : عندما نقرأ الجريدة نقرأها مرة واحدة ، وقد لانتذكر أشياء كثيرة منها بعد الأنتهاء من قرأتها ، وتبقى على سطح
الذهن من الخارج دون أن تدخل بداخله وتصبح جزء منه .
كما أن الجريدة تقرأ مرة واحدة ولا نرى أحد يقرأها عدة مرات .
أما الأكل : بعدما يتم هضمه يدخل الى أنسجة الجسم ويصبح جزء من جسم الأنسان .
كما أن الأكل يتكرر ، فلم نسمع عن أنسان لم يأكل لأنه أكل بالأمس .
هكذا كلام الله الموجود بالكتاب المقدس للأكل وليس للقراءة فيتحد بالأنسان ويصبح جزء منه وبذلك يكون الكيان والفكر مصبوغان بالكتاب المقدس .
ولكن كيف يكون هذا
عندما تقرأ آيه من الكتاب المقدس تبقى على سطح الذهن من الخارج ( قراءه ) ولكن عند حفظها والتفكير فيها والتأمل تدخل فى الكيان ولا تخرج أبداً ، وبالأستمرار فى ذلك يصبح الكتاب المقدس كله حياه معاشة نعمل بها ، واليكم المثال التالى :
منذ عدة أعوام قبل هذا التطور فى أجهزة الكمبيوتر كنت عندما أريد أنزال برنامج الكتاب المقدس كان يأتى على أكثر من disk وعند الأنتهاء من disk 1 يطلب disk 2 وهكذا .... ولكن إن لم يتم أكمال البرنامج فلن يستطيع الجهاز عمل search لأن البرنامج لم يكتمل على ال hard disk .
هكذا نحن عند الأستمرار فى التأمل والحفظ لآيات الكتاب المقدس يتم أدخاله بالكامل داخلنا ( يسكن بداخلنا ) وبالتالى عند حدوث أى أمر أمامنا نريد أستشارة الله فيه ، يقوم قلبنا بعمل search ويقوم بأخراج الآيه المناسبه لهذا الأمر من ال heart disk وليس ال hard disk .
ثانياً : بغنى :-
أى بكثرة ، وهذا الغنى بأتى من كثرة القراءة فى الكتاب المقدس ، ولكن قد يقول البعض أنى لا أقرأ الكتاب أو أقرأ قليلاً أو أقرأ ولا أفهم ، فما الحل
أنى لن أعظك بالكلمات المعتادة بأنك يجب عليك يا بنى أن تقرأ الكتاب المقدس .... ولكنى سأعطيك أجراءات عملية تساعدك على القراءة بدون ملل وفى نفس الوقت بفهم .
الأجراءات العملية عند قراءة الكتاب المقدس :-
1 - أن يكون لك كتاب مقدس خاص بك : من المهم أن يكون لك الكتاب المقدس الخاص بك المكتوب عليه أسمك الذى تستطيع أن تكتب فيه ما شئت من
ملاحظات .
2 – أن يكون بجانبك عدة الشغل !!! : أى القلم الرصاص – نوتة ( لتدوين الملاحظات والآيات التى أعجبتك ) – طقم الوان رصاص ( لوضع خطوط
بالألوان تحت الآيات حسب نوع الموضوع ) .
3 – تحديد وقت : يجب تحديد وقت معين لقراءة الكتاب المقدس ( تضعه أنت بنفسك ) يكون أنسب الأوقات لك ، ويجب أن يكون هذا الوقت مقدس لا تتنازل
عنه لأى سبب من الأسباب .
4 – وضع القراءة : يجب أن تكون القراءة على مكتبك فى وضع المذاكرة ( كأحترام للكتاب وكوضع يساعد على التركيز ) وفى يدك القلم وبجانبك ورقه
( هذا يزيد من التركيز ) .
5 – كيفية القراءة بدون ملل : كما أتفقنا نحن محتاجين للقراءة بكميات كبيرة ولكن ..... لكى نبقى فى حالة تركيز يمكن تقسيم الكتاب المقدس الى عدة أقسام
والقراءة من كل قسم أصحاح واحد فقط
فمثلاً :
يمكن تقسيم العهد القديم الى : أسفار موسى – أسفار تاريخية – أسفار شعرية – أسفار نبوية .
وأيضاً العهد الجديد الى : الأناجيل + الأعمال – رسائل معلمنا بولس الرسول – الكاثوليكون + الرؤيا .
ستجد بذلك أنك تريد أن تكمل أكثر من أصحاح فى نفس القسم بدلاً ما كنت لا تريد القراءة ، كما أن هذه الطريقة تجعلك ملماً بالكتاب كله ولا تنسى منه شيئاً ويصبح حاضراً فى ذهنك .
6 - موضوع للبحث : مما يساعدك على القراءة بتشوق وبدون ملل أن تضع فى ذهنك أنك ستبحث عن موضوع ما خلال
القراءة فعلى سبيل المثال : المسيح فى العهد القديم .
7 – أثناء القراءة سيقابلنى ثلاثة أنواع من الآيات :
أ – آيه خسارة عدم حفظها : أجد فى حفظها بركة عظيمة فقد أجد فيها الوعود أوالأختبارات النافعة لى فى حياتى .
ب – آيات التأمل : أشعر بحلاوة الحياه بها والتأمل فيه والصلاه بها ، وهذا النوع من الآيات أطلق عليه أسم ( البونبونى )
الذى نشعر بحلاوته ولكن عيبه الوحيد أنه يذوب ويخلص .
ج – آيات عسرة الفهم : والحل فى مثل هذا النوع من الآيات هو ........
* القراءة فى كتاب تفسير لهذه الآيه فقط .
* وجود ترجمات أخرى للكتاب المقدس .
* سؤال الخدام والكهنه عن معنى الآية
وفى هذه النقطه الأخيرة ( السؤال ) أود أن تكون جلساتنا كشباب مع بعضنا عبارة عن أسئلة فى الكتاب المقدس بدلاً من مواضيع أخرى كثيرة قد تكون غير مفيدة حتى يكون لنا فكر المسيح ويكون حواراتنا مقدسة .
ومع الوقت سيكون بينى وبين الكتاب المقدس ألفه ، و أصبح مشبع بالآيات ويكون الكتاب المقدس حاضراً فى ذهنى وبذلك أصبح أنسان أنجيلى حقاً يحيا حسب الأنجيل