أستير هى بطلة هذا السفر المسمى باسمها فى الكتاب المقدس.
وإستير هو
السفر السابع عشر من أسفار التوراه بحسب طبعة دار الكتاب المقدس. غير أنة يوضع بعد سفر يهوديت بحسب عقيدة الكنيستين الكاثوليكية والأرثوذكسية. وإستير كلمه هندية بمعنى "سيدة صغيرة" كما أنها أيضاً كلمه فارسية بمعنى "كوكب"، غير أن إستير كان لها اسم آخر عبرانى هو "هدسة" ومعناه شجرة الآس ويعنى بها نبات الريحان العطر. وينطق بلغة أهل بلاد اليمن العرب "هدس".
وأستير أو هدسة وصفها الكتاب
بأنها فتاه يهودية يتيمه "لم يكن لها أب ولا أم.. وعند موت أبيها وأمها اتخذها مردخاي لنفسه ابنة" (إس2: 7) ويفهم من السفر أنها (إبنه أبيجائل) عم مردخاى (إس2: 15) وكون مردخاى بحسب وصف الكتاب له أنه (ابن يائير بن شمعى بن قيس رجل يمينى) (إس2: 5) وهو ابن عم استير، هذا يرجع أن مردخاى وإستير كانا من سبط بنيامين. وقد كان الاثنان أصلاً من مدينة أورشليم.
فلما سبى مردخاى
من أورشليم مع السبى الذى سبى منيكنيا ملك يهوذا الذى سباه نبوخذ نصر ملك بابل، أخذ مردخاى أبنة عمة معه الى مدينه (شوش) التى كانت عاصمة مملكة فارس. وكانت إستير "جميلة الصورة وحسنة المنظر" (إس2: 7) فلما طلب الملك أحشويرس أن يجمعوا لة كل الفتيات العذارى الحسنات المنظر ليختار من بينهم واحده تملك مكان "وشتى" الملكة السابقة التى احتقرت الملك ولم تطع امره.
أخذت إستير
إلى بيت الملك مع باقى الفتيات المختارات. وبالنظر لأنها حسنت فى عينى الملك ونالت نعمة من بين يدية، فقد انتخبت ضمن السبع الفتيات المختارات اللواتى نقلن إلى أحسن مكان فى بيت النساء. "ولما بلغت نوبة أستير لتمثل أمام الملك فى الشهر العاشر فى السنة السابعة لملكة، أحبها الملك أكثر من جميع العذارى. فوضع تاج الملك على رأسها وملكها مكان وشتى" (أس2: 1-18)
وسفر أستير بحسب طبعة البروتستانت
(=طبعة دار الكتاب المقدس)
يتكون من عشرة أصحاحات آخرها وهو الأصحاح العاشر يضم ثلاثة أعداد فقط.
غير أنة بإضافة الجزء الذى حذفة البروتستانت منة (=وهو من إستير 4:1 - أستير16)
يتضح لنا أن السفر مكون من سته عشر أصحاحاً.
وهذة التتمة تعتقد الكنيستان الارثوذكسية والكاثوليكية فى صحتها وقانونيتها رغم رفض البروتستانت له.
ومن سابق رفض (مارتن لوثر) زعيم المذهب البروتستانتى السفر ككل فى مبدأ الأمر. وكانت حجتة فى ذلك أن اسم (الله) لم يذكر مرة واحدة فى السفر. وقد ظل السفر موضع نقاش كثير إلى أن استقر البروتستانت على قبول العشرة أصحاحات الأولى منه.
ويرى البروتستانت أن تتمة السفر كتبت فى وقت متأخر بعد عزرا، وأنه لا يوجد تناسق أو انسجام بين السفر فى العبريه وهذة الزيادات (انظر قاموس الكتاب المقدس، الدكتور القس بطرس عبد الملك والدكتور القس جون طمسن - ص66)
غير أن البعض الآخر من البروتستانتوإن كانوا ينكرون هذه الإضافات لكنهم يقولون عنها أن المراد بها إضافات إلى قصة إستير ومردخاى والغرض منها تكمله القصة، وقد أدمجت بمهارة فى مكانها فى الترجمة السبعينية. ويرجح أن كاتبى هذه الإضافات هم من يهود مصر.
ويقولون أن أقل هذة الإضافات قيمة هى الأوامر المنسوب إصادرها إلى ملك الفرس، إلا أنها فيها صلوات تشف عن روح تقوى حقيقة (=كتاب مرشد الطالبين الى الكتاب المقدس الثمين - دكتور سمعان كهلون - طبعة بيروت 1937 ص 305) ..
ويبنى البعض اعتراضهم على السفر ككل على الآتى:
1- أن السفر تتخلله كلمات فارسيه كثيرة!
2- أن السفر خلا من أى اقتباس منه فى أسفار العهد الجديد.
3- إرجاع أسماء الشخصيات الرئيسية فى السفر إلى أصول بابلية أو عيلامية لا يعطى للسفر قيمه تاريخية دقيقة.
ومن أمثلة هذه الاسماء أستير (= ربما اشتقت من أشتار آلهه البابلين) وهدسه (=ربما أشتقت من الكلمة البابلية حدشتو بمعنى عروس) ومردخاى (=ربما أشتقت الاسم من مردوخ الإله البابلى) وهامان (وهو اسم الإلة العيلامى همان)
غير أنة يمكن الرد على هذة الاعتراضات بالآتى:
أ- كون السفر تتخلله كلمات فارسية، هذا لا ينقص من قيمة السفر الذى تمت حوادته فى بلاد فارس.
ولا شك أن كاتب السفر يهودى تأثر وهو فى السبى بلغة أهل بلاد السبى ونطق لغتهم، تماماً تأثر موسى النبى بلسان أهل البادية فى أرض مديان وهو اللسان العربى،
فكتب فاتحة سفر أيوب (ص1، 2) وخاتمته (ص42) باللغه العربية التى كان يجيد نطقها وكتابتها لمعاشرته أهلها مده طويلة (=40 سنه) فى مديان.
ب- كون السفر خلا تماماً من وجود أى أقتباس منه فى أسفار العهد الجديد،هذا لا ينقص أيضاً من قيمته. فهناك غيرة أسفار أخرى من التوراه لم ترد اقتباسات منها فى العهد الجديد.
ومع ذلك نجد أن سفراً من العهد القديم هو سفر المكابيين الثانى يقتبس من سفر إستير دليلاً على صحته. فقد تحدث كاتب المكابيين فى (2مك15: 37) عن الاحتفال بيومى الفوريم المذكور موعدها (=الرابع عشر والخامس عشر من شهر آذار) وطقسهما ووضعهما القومى فى (أس9: 15-32) على أن هذا العيد هو (يوم مردخاى) بحسب تعبير سفر المكابيين الثانى (2مك15: 37).
جـ- كون أن أسماء بعض الشخصيات الرئيسية فى سفر إستير ترجع إلى أصول بابلية أو عيلامية، هذا لايقلل من صحة السفر أو قيمته التاريخيه فهناك أسماء أخرى غير هذة وردت فى أسفار أخرى من الكتاب المقدس ترجع لأصول غير عبريه. ولم يجد اليهود غضاضة فى ان يتسموا بأسماء غير يهودية. وعلى السبيل نذكر أسماء تيطس (=إسم رومانى) وتيموثاوس (=أسم يونانى) ومرقس (=اسم لاتينى) وصفنات فعنيح الذى هو يوسف (=اسم مصرى قديم) وموسى (=اسم مصرى).
ولا يمكن أن يقال أن وجود اسماء غير يهودية فى سفر إستير يقلل من القيمة التاريخية للسفر، لانه من المؤكد والمحقق عند ثقات علماء الكتاب المقدس أن سفر إستير هو سفر تاريخى بكل معنى الكلمة، فهو يشير إلى تاريخية الحوادث التى يتحدث عنها ويؤيدها بتواريخ واضحة حسب التقويم الفارسى وهى مسجلة جميعها فى الوثائق الرسمية والملكية. (انظر إس2: 16، 23 و3: 7, 12 و6: 1 و9: 1, 15 و10: 2).
هذا وهناك ثمة براهين تاريخية ومدنية تؤكد صدق وقانونية سفر إستير كلة بما فيه من أضافات يعتبرها الأرثوذكس والكاثوليك أنها قانونية وصحيحة,
ونلخصها فيما يلى:
1- سفر إستير باللغة العبرية موجود فى توراه اليهود. ويقع فى القسم من التوراة الذى يسمى (كتوبيم) أى الكتب.
2- السفر وتتمته واردان فى الترجمة السبعينية اليونانيه للتوراة التى تمت فى مصر عام 280 ق.م .
3- السفر وتتمتة واردة فى الترجمة الكاثوليكية اللاتينية المعتمدة المسماه (الفولجاتا) وايضا فى الترجمات الأخرى القديمة كالقبطية والحبشية وغيرها.
وأيضاً ورد في الترجمة العربية للكتاب المقدس الخاصة باليسوعيين.
4- علاقة هذا السفر وما ورد فيه من عيد الفوريم بما كتبه يوسيفوس المؤرخ اليهودى عن عيد الفوريم الذى كان يمارس فى عصره، تدل دلالة أكيدة على صحة السفر.
5- كان اليهود يعتبرون سفر إستير من الأسفار المهمة التى تحكى تاريخهم القومى، وقد وضعوه فى الادراج الاربعة المعروفة فى العبرية باسم (مجلوث) التى كانوا يقرأونها فى المناسبات القومية، كل سفر فى حينه ومناسبته.
وآخر هذه المناسبات هو عيد الفوريم أو البوريم كما يسمونة الذى كانوا يقرأون فية هذا السفر بالذات تذكاراً لخلاصهم من المجزرة التى أعدها هامان لإفنائهم كشعب. وقد سمى هذا العيد (فوريم) نسبة إلى (فورا) بمعنى قرعة حيث ألقى هامان قرعة ليتأكد من اليوم المناسب لتنفيذ مذبحته.
وقد شاع الاحتفال بهذا العيد بطقس معين. فكان عليهم أن يصوموا فى اليوم الثالث عشر من آذار (=يقابلة شهر مارس).
وفى المساء حيث يبدأ أول اليوم الرابع عشر يجتمعون فى المجمع. وبعد العبادة المسائية يقرأون سفر إستير. ولما يصلون فى قراءتهم لذكر اسم (هامان) كان كل جمهور المصلين يصرخون قائلين (ليمحى اسم ذلك الشرير). وفى اليوم التالى كانوا يعودون ثانية الى المجمع لإتمام فرائض عبادة العيد.
ثم يصرفون النهار بالفرح والبهجة وتقديم الهدايا والعطايا للفقراء (=انظر إضافات أستير16 - 19 - 24، وانظر أيضاً قاموس الكتاب المقدس طبعة بيروت 1964 تحت كلمة فوريم ص699).
6- اكتشفت مؤخراً نقوش أثرية فارسية سجلت اسم (مردخاى) كأحد رجال البلاد الملكى الفارسى أثناء حكم أحشويرش الملك. وهذا يؤكد صدق السفر وصحته.
هذا ومما يزيد يقيناً فى صدق السفر وإضافاته أن الكثير من القديسين آباء الأجيال الأولى للمسيحية استشهدوا بهذة الاضافات فى كتابتهم وكتبهم وعظاتهم.
ومن أمثلة هؤلاء القديسين إكليمندس الرومانى من آباء الجيل الأول (=فى رسالته الأولى لكورنثوس ف55) وأرويجانوس من آباء الجيلين الثانى والثالث (=في رسالته إلى يوليوس الأفريقى؟ وفى كتابة الصلاة ف14)
وكذا القديسين باسيليوس وإيرينيموس ويوحنا فم الذهب وأبيفانيوس فى كتابتهم وهم من آباء الجيل الرابع.
ويتبقى بعد ذلك أن نقول
أن سفر إستير
كتب أصلاً باللغة العبرية وترجم بعد ذلك لليونانية.
وكاتب السفر مجهول
غير أن البعض يرجح أن يكون هو عزرا أو مردخاى.
أما زمن كتابة السفر
فهو غير معروف على وجهة التحقيق.
ويعتقد البعض
أنة كتب أثناء حكم (أرتزركسيس لونجمانوس) فى الفترة 465-425 ق. م .
على أن معظم النقاد يميلون إلى القول أنة كتب فى العصر الأغريقى الذى بدأ بفتوحات الإسكندر الأكبر عام 332 ق.م.،
ويقولون أن كتابتة تمت فى حوالى عام 300 ق.م، (=قاموس الكتاب المقدس - طبعة بيروت 1964 - العمود الأخير ص 65).
وإستير هو
السفر السابع عشر من أسفار التوراه بحسب طبعة دار الكتاب المقدس. غير أنة يوضع بعد سفر يهوديت بحسب عقيدة الكنيستين الكاثوليكية والأرثوذكسية. وإستير كلمه هندية بمعنى "سيدة صغيرة" كما أنها أيضاً كلمه فارسية بمعنى "كوكب"، غير أن إستير كان لها اسم آخر عبرانى هو "هدسة" ومعناه شجرة الآس ويعنى بها نبات الريحان العطر. وينطق بلغة أهل بلاد اليمن العرب "هدس".
وأستير أو هدسة وصفها الكتاب
بأنها فتاه يهودية يتيمه "لم يكن لها أب ولا أم.. وعند موت أبيها وأمها اتخذها مردخاي لنفسه ابنة" (إس2: 7) ويفهم من السفر أنها (إبنه أبيجائل) عم مردخاى (إس2: 15) وكون مردخاى بحسب وصف الكتاب له أنه (ابن يائير بن شمعى بن قيس رجل يمينى) (إس2: 5) وهو ابن عم استير، هذا يرجع أن مردخاى وإستير كانا من سبط بنيامين. وقد كان الاثنان أصلاً من مدينة أورشليم.
فلما سبى مردخاى
من أورشليم مع السبى الذى سبى منيكنيا ملك يهوذا الذى سباه نبوخذ نصر ملك بابل، أخذ مردخاى أبنة عمة معه الى مدينه (شوش) التى كانت عاصمة مملكة فارس. وكانت إستير "جميلة الصورة وحسنة المنظر" (إس2: 7) فلما طلب الملك أحشويرس أن يجمعوا لة كل الفتيات العذارى الحسنات المنظر ليختار من بينهم واحده تملك مكان "وشتى" الملكة السابقة التى احتقرت الملك ولم تطع امره.
أخذت إستير
إلى بيت الملك مع باقى الفتيات المختارات. وبالنظر لأنها حسنت فى عينى الملك ونالت نعمة من بين يدية، فقد انتخبت ضمن السبع الفتيات المختارات اللواتى نقلن إلى أحسن مكان فى بيت النساء. "ولما بلغت نوبة أستير لتمثل أمام الملك فى الشهر العاشر فى السنة السابعة لملكة، أحبها الملك أكثر من جميع العذارى. فوضع تاج الملك على رأسها وملكها مكان وشتى" (أس2: 1-18)
وسفر أستير بحسب طبعة البروتستانت
(=طبعة دار الكتاب المقدس)
يتكون من عشرة أصحاحات آخرها وهو الأصحاح العاشر يضم ثلاثة أعداد فقط.
غير أنة بإضافة الجزء الذى حذفة البروتستانت منة (=وهو من إستير 4:1 - أستير16)
يتضح لنا أن السفر مكون من سته عشر أصحاحاً.
وهذة التتمة تعتقد الكنيستان الارثوذكسية والكاثوليكية فى صحتها وقانونيتها رغم رفض البروتستانت له.
ومن سابق رفض (مارتن لوثر) زعيم المذهب البروتستانتى السفر ككل فى مبدأ الأمر. وكانت حجتة فى ذلك أن اسم (الله) لم يذكر مرة واحدة فى السفر. وقد ظل السفر موضع نقاش كثير إلى أن استقر البروتستانت على قبول العشرة أصحاحات الأولى منه.
ويرى البروتستانت أن تتمة السفر كتبت فى وقت متأخر بعد عزرا، وأنه لا يوجد تناسق أو انسجام بين السفر فى العبريه وهذة الزيادات (انظر قاموس الكتاب المقدس، الدكتور القس بطرس عبد الملك والدكتور القس جون طمسن - ص66)
غير أن البعض الآخر من البروتستانتوإن كانوا ينكرون هذه الإضافات لكنهم يقولون عنها أن المراد بها إضافات إلى قصة إستير ومردخاى والغرض منها تكمله القصة، وقد أدمجت بمهارة فى مكانها فى الترجمة السبعينية. ويرجح أن كاتبى هذه الإضافات هم من يهود مصر.
ويقولون أن أقل هذة الإضافات قيمة هى الأوامر المنسوب إصادرها إلى ملك الفرس، إلا أنها فيها صلوات تشف عن روح تقوى حقيقة (=كتاب مرشد الطالبين الى الكتاب المقدس الثمين - دكتور سمعان كهلون - طبعة بيروت 1937 ص 305) ..
ويبنى البعض اعتراضهم على السفر ككل على الآتى:
1- أن السفر تتخلله كلمات فارسيه كثيرة!
2- أن السفر خلا من أى اقتباس منه فى أسفار العهد الجديد.
3- إرجاع أسماء الشخصيات الرئيسية فى السفر إلى أصول بابلية أو عيلامية لا يعطى للسفر قيمه تاريخية دقيقة.
ومن أمثلة هذه الاسماء أستير (= ربما اشتقت من أشتار آلهه البابلين) وهدسه (=ربما أشتقت من الكلمة البابلية حدشتو بمعنى عروس) ومردخاى (=ربما أشتقت الاسم من مردوخ الإله البابلى) وهامان (وهو اسم الإلة العيلامى همان)
غير أنة يمكن الرد على هذة الاعتراضات بالآتى:
أ- كون السفر تتخلله كلمات فارسية، هذا لا ينقص من قيمة السفر الذى تمت حوادته فى بلاد فارس.
ولا شك أن كاتب السفر يهودى تأثر وهو فى السبى بلغة أهل بلاد السبى ونطق لغتهم، تماماً تأثر موسى النبى بلسان أهل البادية فى أرض مديان وهو اللسان العربى،
فكتب فاتحة سفر أيوب (ص1، 2) وخاتمته (ص42) باللغه العربية التى كان يجيد نطقها وكتابتها لمعاشرته أهلها مده طويلة (=40 سنه) فى مديان.
ب- كون السفر خلا تماماً من وجود أى أقتباس منه فى أسفار العهد الجديد،هذا لا ينقص أيضاً من قيمته. فهناك غيرة أسفار أخرى من التوراه لم ترد اقتباسات منها فى العهد الجديد.
ومع ذلك نجد أن سفراً من العهد القديم هو سفر المكابيين الثانى يقتبس من سفر إستير دليلاً على صحته. فقد تحدث كاتب المكابيين فى (2مك15: 37) عن الاحتفال بيومى الفوريم المذكور موعدها (=الرابع عشر والخامس عشر من شهر آذار) وطقسهما ووضعهما القومى فى (أس9: 15-32) على أن هذا العيد هو (يوم مردخاى) بحسب تعبير سفر المكابيين الثانى (2مك15: 37).
جـ- كون أن أسماء بعض الشخصيات الرئيسية فى سفر إستير ترجع إلى أصول بابلية أو عيلامية، هذا لايقلل من صحة السفر أو قيمته التاريخيه فهناك أسماء أخرى غير هذة وردت فى أسفار أخرى من الكتاب المقدس ترجع لأصول غير عبريه. ولم يجد اليهود غضاضة فى ان يتسموا بأسماء غير يهودية. وعلى السبيل نذكر أسماء تيطس (=إسم رومانى) وتيموثاوس (=أسم يونانى) ومرقس (=اسم لاتينى) وصفنات فعنيح الذى هو يوسف (=اسم مصرى قديم) وموسى (=اسم مصرى).
ولا يمكن أن يقال أن وجود اسماء غير يهودية فى سفر إستير يقلل من القيمة التاريخية للسفر، لانه من المؤكد والمحقق عند ثقات علماء الكتاب المقدس أن سفر إستير هو سفر تاريخى بكل معنى الكلمة، فهو يشير إلى تاريخية الحوادث التى يتحدث عنها ويؤيدها بتواريخ واضحة حسب التقويم الفارسى وهى مسجلة جميعها فى الوثائق الرسمية والملكية. (انظر إس2: 16، 23 و3: 7, 12 و6: 1 و9: 1, 15 و10: 2).
هذا وهناك ثمة براهين تاريخية ومدنية تؤكد صدق وقانونية سفر إستير كلة بما فيه من أضافات يعتبرها الأرثوذكس والكاثوليك أنها قانونية وصحيحة,
ونلخصها فيما يلى:
1- سفر إستير باللغة العبرية موجود فى توراه اليهود. ويقع فى القسم من التوراة الذى يسمى (كتوبيم) أى الكتب.
2- السفر وتتمته واردان فى الترجمة السبعينية اليونانيه للتوراة التى تمت فى مصر عام 280 ق.م .
3- السفر وتتمتة واردة فى الترجمة الكاثوليكية اللاتينية المعتمدة المسماه (الفولجاتا) وايضا فى الترجمات الأخرى القديمة كالقبطية والحبشية وغيرها.
وأيضاً ورد في الترجمة العربية للكتاب المقدس الخاصة باليسوعيين.
4- علاقة هذا السفر وما ورد فيه من عيد الفوريم بما كتبه يوسيفوس المؤرخ اليهودى عن عيد الفوريم الذى كان يمارس فى عصره، تدل دلالة أكيدة على صحة السفر.
5- كان اليهود يعتبرون سفر إستير من الأسفار المهمة التى تحكى تاريخهم القومى، وقد وضعوه فى الادراج الاربعة المعروفة فى العبرية باسم (مجلوث) التى كانوا يقرأونها فى المناسبات القومية، كل سفر فى حينه ومناسبته.
وآخر هذه المناسبات هو عيد الفوريم أو البوريم كما يسمونة الذى كانوا يقرأون فية هذا السفر بالذات تذكاراً لخلاصهم من المجزرة التى أعدها هامان لإفنائهم كشعب. وقد سمى هذا العيد (فوريم) نسبة إلى (فورا) بمعنى قرعة حيث ألقى هامان قرعة ليتأكد من اليوم المناسب لتنفيذ مذبحته.
وقد شاع الاحتفال بهذا العيد بطقس معين. فكان عليهم أن يصوموا فى اليوم الثالث عشر من آذار (=يقابلة شهر مارس).
وفى المساء حيث يبدأ أول اليوم الرابع عشر يجتمعون فى المجمع. وبعد العبادة المسائية يقرأون سفر إستير. ولما يصلون فى قراءتهم لذكر اسم (هامان) كان كل جمهور المصلين يصرخون قائلين (ليمحى اسم ذلك الشرير). وفى اليوم التالى كانوا يعودون ثانية الى المجمع لإتمام فرائض عبادة العيد.
ثم يصرفون النهار بالفرح والبهجة وتقديم الهدايا والعطايا للفقراء (=انظر إضافات أستير16 - 19 - 24، وانظر أيضاً قاموس الكتاب المقدس طبعة بيروت 1964 تحت كلمة فوريم ص699).
6- اكتشفت مؤخراً نقوش أثرية فارسية سجلت اسم (مردخاى) كأحد رجال البلاد الملكى الفارسى أثناء حكم أحشويرش الملك. وهذا يؤكد صدق السفر وصحته.
هذا ومما يزيد يقيناً فى صدق السفر وإضافاته أن الكثير من القديسين آباء الأجيال الأولى للمسيحية استشهدوا بهذة الاضافات فى كتابتهم وكتبهم وعظاتهم.
ومن أمثلة هؤلاء القديسين إكليمندس الرومانى من آباء الجيل الأول (=فى رسالته الأولى لكورنثوس ف55) وأرويجانوس من آباء الجيلين الثانى والثالث (=في رسالته إلى يوليوس الأفريقى؟ وفى كتابة الصلاة ف14)
وكذا القديسين باسيليوس وإيرينيموس ويوحنا فم الذهب وأبيفانيوس فى كتابتهم وهم من آباء الجيل الرابع.
ويتبقى بعد ذلك أن نقول
أن سفر إستير
كتب أصلاً باللغة العبرية وترجم بعد ذلك لليونانية.
وكاتب السفر مجهول
غير أن البعض يرجح أن يكون هو عزرا أو مردخاى.
أما زمن كتابة السفر
فهو غير معروف على وجهة التحقيق.
ويعتقد البعض
أنة كتب أثناء حكم (أرتزركسيس لونجمانوس) فى الفترة 465-425 ق. م .
على أن معظم النقاد يميلون إلى القول أنة كتب فى العصر الأغريقى الذى بدأ بفتوحات الإسكندر الأكبر عام 332 ق.م.،
ويقولون أن كتابتة تمت فى حوالى عام 300 ق.م، (=قاموس الكتاب المقدس - طبعة بيروت 1964 - العمود الأخير ص 65).